وكغيري من أبناء وطني المقهور بدأت أكتب بالسياسة وحقوق الإنسان والنثر بصفحة مساهمات القراء بجريدة الغد والرأي بين الأعوام ٢٠٠٦ و٢٠١٠ بشكل متقطع.
درست الدبلوم لعدم قدرة والدي على تحمل أعباء الدراسة الجامعية بفخر أنهيت الدبلوم لأعمل وأعيل عائلتي فرفعت كتفا عنه وساعدت بعلاج شقيقي الوحيد وسعيت لتسجيل إخواتي في الجامعات وأخيرا أقنعت أختي الصغرى أن تدرس الحقوق لتحقق حلما لم أتمكن منه ، وجسرت ثلاثة مرات وتركت لأسباب مادية بحتة ولازلت أنوي أن أدرس الدكتوراة وأعلم أنني سأحصل عليها يوما وقريبا وسأصبح نائبة في البرلمان كذلك .
عملت أكثر من أربعة عشر عام في قطاع المصارف واحترم من عملت معهم ولازلت على علاقة ممتازة، حتى أنهيت عملي الأخير بعقد محدد بعد شكوى مني بانذار قضائي وشكوى لوزارة العمل لتنمر شديد وأساءات متكررة ولغلبة الواسطات والمحسوبيات سُحقت ببساطة .
لم أستسلم وأنا التي تعمل كناشطة سياسية وحقوقية ولا أترك نفسا يمكن أن أغير شيء فيه إلا وعملت به .
درست الإعلام والعلاقات العامة وبت مثلا بين دكاترة الجامعة بتقديم واجبات وبحوث مستمرة بالسياسة ، و أصبحت ملهمة لمعظم الطلبة، أستمتع بحضن الكثيرات وهن يشددن انني ملهمة لهن باصراري وباعجاب زملائي على مثابرتي وعزيمتي لم اكتفي منذ عام ٢٠١٦ بالعودة للكتابة بقوة للنثر اولا بتواضع وبساطة بين الوقوع بين الكتاب الذين اعترفوا بقوتي وبين من واجهتهم غوغاء هويتهم الذكورية وبين جدل نشطاء كثر ، الاجمل انني لا زلت انا.
اتذكر مهاتفة الكاتبة Majd Adnan لي وهي تعلم الحاحي بالبحث عن عمل لازور محمد النسور واخوض تجربة التقديم لا انكر انني اخذت الموضوع بضحكة انعدمت منها الثقة بالنفس وبعد الحاحها زرت مكاتب شبابكم وتحاورنا كثيرا بوجود عدة اعلاميين اختبروا ثقافتي السياسة والوطنية ولغتي العربية وبعد تجربة اداء صغيرة ، اتصل بي الاستاذ محمد النسور وأخبرني أنهم راجعوا الفيديو الذي قدمته وأنه يؤمن بقدراتي .
مكالمة ذُهلت بها وبعد مد وجزر قررت خوض التجربة بملح الوطنية فاتفقنا أن نستخدم اللغة المحكية الأردنية الحقيقة ونبتعد عن اللغة الفصحى أو اللهجة المدنية .
وبدا المشوار أردت أن أضيف شيئا جديدا فقررت أن أقدم ضيوفي بطريقتي الخاصة وحرصت على دراسة كل شخصية والإعداد المسبق لكل حلقة .
ولأنني بالطبع لم أحصل على تدريب منظم كان أدائي (على السليقة ) والم معدتي ومغصي وصداعي في اشتداد فكانت الحلقة الأولى عبارة عن التنفس برعب أمام الكاميرا مخفية قلقي بابتسامات كثيرة وتكويع لا يليق بمذيعة مهنية في محاولة لتعدي توتري وتركت الضيف يتحدث كما يشاء واعقب ب ممممم .
ثم بدأت أستوعب أنني أعمل كمذيعة فتجاوزت الأخطاء بالحلقة الثانية وحلقت بالحلقة الثالثة اليوم أنتهى البث التجريبي وقد نتأخر بالحلقة الرابعة حتى تاريخ افتتاح عمل القناة رسميا نهاية هذا الشهر ، لكنني فخورة بعدد الجمهور الذي حققته مذيعة بلدي مثلي تتحدث بعفويتها وتتنطلق بلهجة الفلاحين والحراثين لتخاطب أهل السياسة والجدل وتأثر بهم وأكسب أحترامهم.
أنا نور الدويري فخورة بوطنيتي وبلهجتي وبعفويتي وثقافتي وتطوري السياسي وأنتظروني قريبا بمبادرة وطنية وحلقات أكثر من برنامج #جدليون .
تحيا البلدية واللهجة الام فهذه هي الاردن يا سادة .