مدار الساعة - دعت فاعليات رسمية وشعبية في مختلف محافظات المملكة، اليوم السبت، نقابة المعلمين إلى تغليب لغة الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات من أجل استئناف الدراسة والتحاق الطلبة بمدارسهم.
وطالب أولياء أمور الطلبة في محافظة البلقاء المعلمين باستئناف العملية التعليمية مراعاة لمصلحة الطلبة، داعيين إلى مواصلة الحوار للوصول إلى توافق يرضي الجميع ويراعي بالدرجة الأولى مصلحة الطلبة وحقهم في التعليم.
ودعا ولي أمر الطالب خالد العمايرة المعلمين للمطالبة بالحقوق وفق القنوات الرسمية ومن خلال الحوار بعيداً عن الإضرار بمصالح الطلبة، مثلما أشار ولي الأمر علي الزعبي إلى أن حق الطلاب في التعلم حق لا يساوم عليه.
وقال رئيس جمعية عين الباشا الخيرية عبد الحميد ابو الحطب، إن للمعلمين نقابة منتخبة اختيرت للتفاوض عنهم ويجب الرجوع إلى الغرف الصفية مع استمرار المفاوضات مع الحكومة من خلال النقابة حتى الوصول لاتفاق، مشيراً إلى أنه لا يجوز استخدام الطالبة كأداة ضغط.
وقال رئيس تجمع نشامى ونشميات دير علا للعمل التطوعي ممدوح المشاهرة، "إننا على قناعة بمشروعية طلبات المعلم ولكن هناك مجلس نقابة يمثله ولا يصح أن يمتنع عن التدريس إنما يترك المفاوضات لمجلس النقابة ويقوم هو بدوره الفاعل لاستمرار المسيرة التعليمية".
بدوره، قال رئيس منتدى البلقاء الثقافي والناشط الشبابي إبراهيم ابو رمان إن المعلم له كل احترام وتقدير وحقوقه مصانة لكن يجب أن نغلب مصلحة الطلاب على أي شيء آخر ويجب اللجوء إلى الحوار لحل الخلاف ونحن نأمل أن يعود المعلم عن قرار الإضرب تلبية لمصالح الطلاب بالدرجة الاولى".
في الكرك، دعت فاعليات تربوية وحزبية إلى أهمية وضرورة إنهاء إضراب المعلمين وعودة الطلبة للمدارس لتلقي تعليمهم بعد انقطاع دام أكثر من أسبوعين مما أسهم بإلحاق أضرار كبيرة بالطلبة وذويهم.
وقالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا): إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يبقى أكثر من مليون طالب وطالبة خارج مقاعد الدراسة مع بداية العام الدراسي الذي استعد الجميع له معنوياً ومادياً.
وأكدوا على الدور الكبير للمعلم ورسالته السامية بالنهوض بالوطن وتقديم أرقى أشكال التعليم والتي يجب أن ينظر إليها بعين الاعتبار من خلال الحرص الدائم على الارتقاء بأوضاعهم ليبقى المعلم الأردني أنموذجاً وقدوة للأجيال.
بدوره، دعا أمين عام حزب الشهامة الأردني مشهور الزريقات إلى ضرورة الإسراع بوضع حد لإضراب المعلمين والتوافق على صيغة مقبولة تحقق مصالح المعلمين والطلبة من خلال الحوار الهادف والبناء دون الإضرار بحق الطلبة بالتعليم.
وقال رئيس جمعية عبق الجنوب الخيرية الدكتور ضامن المعايطة إن حق الطلبة بالتعليم يجب أن لا يكون وسيلة للمساومة والتفاوض لتحسين أوضاع المعلمين المعيشية والتي يمكن حلها من خلال النقابة ووزارة التربية والتعليم عبر الأطر القانونية التي كفلها الدستور والقانون.
وطالب مدير التربية المتقاعد الدكتور خلف العشوش بضرورة عودة الطلبة الى مقاعد الدراسة وانتظام الهيئات التدريسية بتدريس الطلبة مع احتفاظهم بحقوقهم والمطالبة بها.
ودعت رئيسة فرع تجمع لجان المرأة في الكرك ميسون المبيضين لوقف الإضراب والأخذ بعين الاعتبار حقوق الطلبة وخاصة طلبة الثانوية العامة، الذي شكل الإضراب تهديداً لمستقبلهم التعليمي وأضاف أعباءً مالية على ذويهم من خلال ارتفاع تكاليف الدروس الخصوصية.
وفي عجلون، واصلت فاعليات شعبية وتربوية مطالباتها لتعليق إضراب المعلمين والعودة إلى التدريس، وفي ذات الوقت الدخول في حوار هادف يحقق المصلحة العليا.
واعتبر رئيس بلدية الشفا إبراهيم الغرايبة أن استخدام الإضراب كأسلوب للضغط من أجل تحقيق المطالب هو أمر غير مقبول لأن الحوار هو الطريقة الأسلم للتوصل إلى حلول توافقية.
وطالبت الناشطة التطوعية عهود ابو علي نقابة المعلمين بضرورة الإسراع بفك الإضراب وتدارك الموقف الذي يزداد صعوبة وتعقيداً مع مرور الأيام، واللجوء إلى المفاوضات والحوار وإعطاء مصلحة الوطن والطلبة الأولوية.
وطالب المواطن محمد إبراهيم العنانزه نقابة المعلمين بتغليب لغة العقل وعدم الإضرار بالطلبة وخصوصاً "طلبة التوجيهي" الذين يحتاجون دروساً مكثفة ليجتازوا امتحان الثانوية العامة واستكمال مراحلهم الدراسية.
وقالت رئيسة جمعية المبدعات وصال فريحات إن الجميع يتفهم دور المعلم ورسالته وضرورة تحسين أوضاعه ولكن بعيداً عن الإضراب الذي أصبح له انعكاسات سلبية على مجمل الأوضاع وفي مقدمتها حقوق الطلبة.
ودعت رئيسة جمعية أم الدرج الخيرية ورود زريقات نقابة المعلمين لإعادة الحياة لمدراسنا والحفاظ على حقوق الطلبة واستخدام الحوار الذي قد يفضي إلى حلول ترضي جميع الأطراف تكون غايتها مصلحة الطلبة ومستقبلهم.
وأشارت التربوية فريال بني سلمان إلى أهمية العودة إلى الحوار والتفاوض ما بين نقابة المعلمين والحكومة للوصول إلى تفاهمات منطقية لأن المتضرر في نهاية الأمر هو الطالب، مبينة أهمية أن نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأن نحافظ عليه وأن نكون منصفين وأن يلتزم الجميع بمعايير العدالة.
وفي المفرق، قال الأكاديمي الدكتور إسماعيل أحمد ملحم، إن من مصلحة المعلم والوطن إنهاء الإضراب فوراً وعودة العملية التعليمية في المدارس إلى طبيعتها؛ لأن ربط الواجب الوظيفي بمكتسبات جديدة على حساب الطالب وهو محور العملية التربوية ليس من الحكمة ولا يحقق المصلحة العامة، لافتاً إلى أهمية الاستفادة من تجارب شعوب العالم الأخرى في التعامل مع القضايا الخلافية.
ونوه إلى أن الحوار البناء ما بين الحكومة ونقابة المعلمين هو السبيل الأنسب، مع ضرورة تفهم موقف الحكومة التي هي في وضع حساس ومسؤولية وطنية في موازنة المصلحة العامة حيال كل قطاعات العمل والجهاز الوظيفي.
وأكدت الدكتورة ريم الزعبي من جامعة آل البيت، أهمية إعادة النظر بالحوار ما بين الطرفين بما يراعي مصلحة الوطن وبما يرضي حق المعلم بعيش كريم.
وأشارت الأخصائية الاجتماعية والقيادية في المجتمع حنان المجالي إلى أن اختلاف الآراء ووجهات النظر ليس على حساب الوطن وأبنائه، ونقدر المعلم كمشارك رئيس في نسيج هذا الوطن وبناة نهضته وأن التشاور والحوار البناء يعتبر تقدماً ومن أكثر قيم الديمقراطية.
وفي جرش، اعتبر ولي الأمر أحمد عضيبات أن إضراب المعلمين وامتناعهم عن تدريس الطلبة وحرمانهم من حقهم في التعلم خطأ كبيراً وخاصة أننا مررننا بتجارب سابقة لإضراب المعلمين وكانت النتائج سلبية، تحديداً بمدارس الذكور حيث امتلأت الشوارع والمقاهي والساحات بهم وما نتج عنها من مشاكل.
ودعا أحد الوجهاء عبدالمحسن بنات إلى ضرورة اتخاذ لغة الحوار بين الحكومة ونقابة المعلمين وتغليب مصلحة الطلبة بالعودة إلى مدارسهم لتلقي تعليمهم، مشيراً إلى أن التعليم واجب مقدس ويجب على المعلمين احترام هذا الواجب والابتعاد عن التعنت في مطالبهم.
وبين المواطن محمد المقابلة أنه يجب علينا جميعا الوقوف في خندق الوطن وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة لان آلية الإضراب بهذه الطريقة غير مجدية اجتماعياً.
وقال احد وجهاء المحافظة احمد الزعبي، إن الاضراب أضر بسير العملية التعليمية بشكل عام وطلبة المدارس الحكومية بشكل خاص، مطالباً الحكومة ونقابة المعلمين الجلوس على طاولة الحوار وإيجاد الحلول المناسبة لهذه القضية.
وأشارت المواطنة خولة الكايد إلى أهمية تغليب لغة الحوار والعقل لحل أزمة الاضراب بما يفضي إلى عودة الطلبة لمقاعد الدراسة حفاظاً على مصلحة الوطن والطلبة ومستقبلهم.
وفي الزرقاء، أكد العديد من رؤساء الهيئات الثقافية والجمعيات والأندية ضرورة تعليق إضراب المعلمين غداً، واستئناف العملية التعليمية.
وقال رئيس الجمعية الأردنية للتنمية والتوعية السياسية الدكتور محمود عليمات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن تعليق الإضراب واستئناف التدريس يجعل من الأطراف كافة رابحة للخروج من هذه الأزمة التي أربكت الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين على حد سواء.
وأوضح أن الجميع مع تحسين المستوى المعيشي للمعلمين الذين يكن لهم المجتمع كل التقدير والاحترام والإجلال على مهنتهم المقدسة، فهم رسل الفكر والتنوير في المجتمعات.
ورأت المديرة المتقاعدة تغريد جباعتة أن نقابة المعلمين ستكون قوية إذا علقت الإضراب، لأن تغليب مصلحة الطلبة والمصلحة الوطنية على أي مصالح أخرى هو مكسب للجميع، مشيرة إلى ضرورة عودة المعلمين والمعلمات والطلبة إلى البيئة التعليمية ومواصلة المهنة المقدسة والحفاظ على الصورة البهية الناصعة للتعليم في الأردن.
وبين رئيس منتدى الرصيفة للثقافة والفنون محمود الصالح أنه يتعين على النقابة انتهاز الفرصة واتخاذ الموقف القوي من خلال تعليق الإضراب غداً وتغليب المصلحة الوطنية ومصلحة الطلبة على أي مصالح أخرى.
وبين رئيس نادي النخبة للمكفوفين في لواء الرصيفة ميعاد خاطر أن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يتعين أن تسود بين نقابة المعلمين ووزارة التربية والتعليم لتقريب وجهات النظر والخروج بتوافقات حول المسائل العالقة.
وفي الطفيلة، طالب مواطنون وأولياء أمور الطلبة نقابة المعلمين بإعادة النظر بقرار الإضراب وأن تكون مصلحة الوطن فوق جميع الاعتبارات مع الأخذ بمعادلة الحوار مع الأطراف المعنية.
وقالوا إن الجميع يأمل بأن يتوصل الطرفان إلى حلول مرضية دون تفاعل لأزمة الإضراب واستمراريته لأسابيع أخرى مما سيؤدي الى التأثير على مستويات الطلبة الدراسية وضعف تحصيلهم.
وأشاروا إلى أن المعلم يعتبر جندياً من جنود الوطن ويقوم بواجب مقدس في تنشئة أجيال المستقبل وتنمية الإبداعات، مثلما يعتبر اللبنة الأولى في بناء الجيل والمجتمع ويستحق مكانة مقدرة تليق بدوره الريادي ورسالته المشرفة.
وفي إربد، دعا أكاديميون وتربويون إلى اللجوء للمفاوضات والحوار والالتفات لطلبة المدارس، للارتقاء بمستوى تحصيلهم، ومستوى العملية التعليمية، مطالبين بتدخل طرف ثالث للوصول إلى حل في حال عدم وصول النقابة والوزارة إلى حل توافقي.
فيما طالب الأهالي بضرورة اللجوء إلى حل بعيداً عن اتخاذ الطلبة كوسيلة ضغط، معبرين عن استيائهم استمرار تعطل أولادهم عن الدراسة كل هذه المدة والتي ستصل إلى 21 يوما وقارنوا بألم بين وضع أقرانهم من الطلبة من مدارس أخرى حيث بدا كثير منهم يستعدون لامتحانات الشهر الاول.
وقال رئيس جامعة جدارا السابق الدكتور صالح العقيلي: إن "قضية الإضراب مسألة خطرة، وأثرها سلبي جداً على الطلبة، فلا يجوز أن يكون الطلبة رهينة وضحية لخلاف النقابة مع الحكومة"، وأن الاستمرار على هذا المنوال يعني خروج الطلبة للشوارع وعدم أخذهم للدروس.
وأشارت دكتورة علم النفس التربوي هيلانة حماد إلى أن المعلم مثال للطلبة، فهو نموذج الالتزام بالقانون، وهذه الصورة المثالية لدى الطالب عنه، لا يجوز أن تنكسر، وبالتالي لا بد من البحث عن وسائل أخرى للمطالبة بالحقوق من دون اللجوء للإضراب وتعطيل الدراسة.
وطالب مدير تربية لواء بني عبيد الاسبق فواز التميمي النقابة بأن "تأخذ بالاعتبار مصلحة الطلبة، فأي إجراء يتخذ يجب ألا يضر بمصلحة الطلبة".
وأكد أن مطالب المعلمين مشروعة ولا أحد يقف ضد المعلم فهو الأساس في بناء الأوطان وصاحب رسالة يستحق التقدير والاحترام ولا بد من ان يكون مرتاحا ماديا ونفسيا ومعنويا حتى يقدم كل ما لديه.
وقال فيما يتعلق بالإضراب - رغم أنه حق كفله الدستور للمواطن الأردني - إلا أنه لا يجوز استخدام الطلبة كورقة للضغط على الحكومة لتحصيل الحقوق وهذا من شأنه إثارة حفيظة الأهالي.
وبينت المحامية رهام مصطفى أثر استمرار الإضراب وانعكاساته السلبية على الطلبة، مشيرة إلى أن إضرابات سابقة "أضرت كثيرا بالطلبة"، مناشدة أولياء أمور طلبة المدارس بجميع المراحل الأساسية والإعدادية والثانوية بأربد ولواء بني عبيد كافة الجهات المعنية والوجهاء وأصحاب القرار بالوقوف إلى جانب أبنائهم.