الملك مخاطبا الشباب: المطلوب العمل بجدية وشفافية دون تردد
الملك: طاقة وجدية الشباب ترفع معنوياتي.
مدار الساعة - حث جلالة الملك عبدالله الثاني شباب وشابات الوطن على العمل بجدية، وأن يكون لهم دور فاعل ومشاركة إيجابية في صنع القرار.
وقال جلالة الملك، خلال لقائه وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في قصر الحسينية اليوم الاثنين شباب وشابات من محافظة الكرك، مخاطبا شباب الوطن "أنتم السلاح والذخيرة على الأرض وأنتم الجنود"، لتحسين الأوضاع في مدن وقرى المملكة.
وعبر جلالته، بعد استماعه لمداخلات الشباب حول مبادراتهم، عن فخره بالأفكار التي تم طرحها، مؤكدا أن تنفيذها يتطلب العمل بجدية وشفافية ودون تردد.
وقال جلالة الملك "أشعر بطاقة إيجابية، وأننا بخير عندما أجلس مع الشباب وألمس الطاقة والجدية لديهم، فأنتم ترفعون معنوياتي".
واستمع جلالة الملك إلى أفكار الشباب والشابات التنموية ومقترحاتهم في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وقال "فخور بالأفكار التي سمعتها منكم، وسيتم متابعتها".
وأشار جلالته إلى ضرورة عقد لقاءات مستمرة لتقييم أداء وإنجاز الأفكار التي تم طرحها في اللقاء بشفافية، وتحديد فترات التنفيذ على أن يتم تعميم الفكرة على باقي المحافظات.
وشدد جلالة الملك على ضرورة الوقوف على التحديات والعمل على تجاوزها، لتصبح الأفكار مشاريع على أرض الواقع، وتكون قصص نجاح تحفز الشباب على مزيد من العمل والإنجاز.
وفي رد جلالته على قضية الواسطة، أكد أهمية دور الشباب في محاربة هذه الظاهرة، وقال "أملي بالجيل الجديد".
وحول مشروع اللامركزية، شدد جلالة الملك على أهمية دور الشباب فيما يتعلق بتعديل قانون اللامركزية، وضرورة مشاركة الجميع في تطوير القانون، في جميع مناطق المملكة.
ويأتي لقاء اليوم بعد زيارة جلالة الملك لمحافظة الكرك أخيرا، حيث استمع إلى أفكار تنموية ومقترحات تقدم بها الشباب والشابات وأكد آنذاك ضرورة الالتقاء بهم مرة أخرى لمناقشتها معهم مباشرة، في إطار الحرص الملكي على التواصل مع الشباب والإيمان بدورهم الفاعل والمؤثر في المجتمع.
بدورهم، عرض الشباب والشابات، خلال اللقاء، أفكارهم ومبادراتهم واقتراحاتهم أمام جلالة الملك، والتي تهدف إلى الارتقاء بالواقع التنموي والاقتصادي والمشاركة السياسية والعمل التطوعي في محافظة الكرك.
وأعربوا عن سعادتهم بدعم ورعاية جلالة الملك للشباب، وتوجيهه بتبني أفكارهم الريادية ليصار إلى تطبيقها، ومتابعة تنفيذها على أرض الواقع.
وأكدوا أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دعم أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع تسهم في توفير فرص العمل.
وعبروا عن اعتزازهم بدعم جلالة الملك لمشاركة الشباب في صنع القرار، مثمنين مواقف جلالته في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والقدس.
وتحدث عدد منهم عن الميزات الاستثمارية والسياحية في محافظة الكرك، مؤكدين ضرورة تسليط الضوء عليها والاستفادة منها لتحسين الواقع المعيشي وتوفير فرص العمل.
وفي معرض الحديث عن قطاع ريادة الأعمال، لفتت رفاه الطراونة إلى جهود تأسيس حاضنة أعمال بالكرك، لدعم الأفكار الإبداعية وإقامة المشاريع التي توفر فرص العمل للشباب.
وأشارت إلى "مبادرة ناس" التي تهدف إلى تأهيل الشباب للعمل في قطاعي الفنادق والسياحة، ومبادرة "قهوة الاستثمار" الهادفة إلى نشر ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب في المحافظات.
كما لفتت إلى أهمية إطلاق الميثاق الوطني للتشغيل، الذي تضمن برنامج "انهض"، والذي يهدف إلى دعم إنشاء مشاريع صغيرة تخلق فرص عمل للشباب، وتقديم خدمات تمويلية متكاملة لرواد الأعمال من الشباب.
وأشار إبراهيم القرالة إلى مبادرة "رياديو الكرك" وهي منصة إلكترونية جامعة لريادة الأعمال في الكرك، وتهدف للوصول إلى قاعدة بيانات واضحة تظهر حجم ريادة الأعمال في المحافظة، ليصار إلى إيجاد برامج تمويلية للمشاريع.
وتحدث حمزة الحجايا عن أهمية إنشاء صندوق تشغيلي للقطاع الخاص يضم الشركات الصناعية الكبرى بالتنسيق مع شركة إدارة المساهمات الحكومية من أجل بناء قاعدة بيانات للموظفين وتحديد العمالة الوافدة واختصاصاتها للبدء بإحلال العمالة الأردنية المدربة، وضرورة الاستفادة من التطبيقات الإلكترونية لعرض فرص العمل المتاحة.
وفي إطار حديثها عن مدينة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الصناعية في الكرك، بينت هبة الله الشمايلة أهم الصعوبات التي تواجه عمل المدينة الصناعية وضرورة معالجتها من قبل الحكومة، وإعطاء ميزات للمدن الصناعية في المحافظات لتشجيع المستثمرين على الاستثمار فيها لتوفير فرص عمل للشباب.
كما اقترحت، في الإطار ذاته، إقامة مشروع طاقة شمسية في المدينة الصناعية لتوليد الكهرباء، والاستفادة من نادي الإبداع في الكرك لتدريب الشباب وتزويدهم بالمهارات الفنية لمساعدتهم في إيجاد فرص عمل في المدينة، وإنشاء مشروع لإعادة التدوير.
وفي مجال الزراعة، تحدث رجائي الهلسة عن فرص الاستفادة من الأراضي الزراعية التابعة لخزينة الدولة في المحافظة، من خلال إقامة المشاريع الزراعية، عبر استخدام المياه المكررة في زراعة الأعلاف والأشجار الحرجية، وكذلك الاستفادة من السدود والحفائر للزراعة، والبيوت البلاستيكية.
وأشار معاذ النوايسة إلى جهود تأسيس موقع إلكتروني لتسويق الحرف اليدوية "مشروع استمرارية"، مثلما تحدث عن مبادرة لتطوير موقع غابات وقرية عينون التراثية وترميم بعض البيوت التراثية وإنشاء مخيم سياحي لتشجيع السياحة في المنطقة.
وتحدث أحمد الكركي عن أهمية دور الإعلام في إبراز الإنجازات، وكذلك دور الإذاعات المجتمعية بنقل الصورة الإيجابية وإنصاف ما تم إنجازه، حيث طالب بإنشاء منصة متخصصة في كل محافظة تعنى بالإعلام الإيجابي.
وأشار محمد خير الضمور إلى مبادرة "بأيدينا نبنيها"، التي تستند إلى تطبيق أفكار إبداعية من خلال التفكير خارج الصندوق، والتركيز على إيجاد الحلول، والتصدي لثقافة العيب، وعقد الدورات التوعوية بهذا الخصوص.
كما تحدث عن أهمية محاربة الواسطة والتصدي لها، ولفت إلى أهمية العمل على دعم العمل التطوعي الشبابي، وأن يكون لهذه الأعمال ميزة في الحصول على فرص العمل.
وبينت إسراء الدهيسات وجود العديد من مراكز الشباب غير الفاعلة وعدم توفر البنية التحتية اللازمة فيها، واقترحت دمجها، لتكون مراكز نموذجية تقدم خدماتها لشباب المحافظة وتحقق الفائدة المرجوة.
وأشارت إلى أهمية أن يكون لمؤسسات القطاع الخاص دورا في دعم مراكز الشباب لتمكينهم في الحياة العامة.
وأكد عدي الحمايدة ضرورة التركيز على التعليم المهني والتقني، ابتداء من المدرسة، وترسيخ مفهوم التشغيل وليس التوظيف، فضلا عن توفير الفرص أمام المرأة للحصول على التعليم المهني والتقني.
وتحدث ليث المجالي عن مشروع عربكم التطوعي، مؤكدا أهمية العمل التطوعي ومفهومه الذي يعزز المواطنة الصالحة وتطبيقها على أرض الواقع، لافتا إلى الجهود المبذولة من قبل الفرق الشبابية التطوعية في صيانة المدارس.
واقترحت وعد العشوش بأن تراعي اختيارات ديوان الخدمة المدنية للتوظيف، الشباب المنخرطين في العمل التطوعي من خلال وضع نقاط إضافية للتطوع ضمن الأسس المعتمدة لديهم بالتوظيف، وكذلك أن تكون المشاركة التطوعية متطلبا للتخرج من الجامعات.
كما تحدثت عن الزراعة في لواء الأغوار الجنوبية، مؤكدة أهمية استخدام الأساليب الحديثة في الزراعة.
وتحدثت لبنى حجازين عن مبادرة "مدرسة موسيقية"، لافتة إلى أهمية دور الموسيقى في تعزيز الثقة ورفع المستوى الثقافي عند الطفل.
وفي معرض الحديث عن المشاركة السياسية للشباب، أكد مشعل الكساسبة أهمية مشاركة الشباب في صنع القرار، وأن يكون هناك أداة قياس للمنتخبين.
من جانبه، ثمن رئيس مجلس محافظة الكرك صايل المجالي حرص جلالة الملك على التواصل مع أبناء وبنات الوطن، ومساعيه للنهوض بالأردن، والتركيز على جذب الاستثمار، وتوفير فرص العمل.
ولفت إلى أهمية تواصل مجالس المحافظات مع الشباب، والاستماع إلى أفكارهم بما يسهم في دعمها وفقا للإمكانات المتاحة.
وأكد ضرورة تعديل التشريعات والقوانين المتعلقة بإعطاء مجالس المحافظات صلاحيات في منح حوافر استثمارية، مشيرا إلى أهمية مشاركة الشباب في مجالس المحافظات القادمة.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ومستشار جلالة الملك للسياسات والإعلام.