قال تعالى (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثلٍ وكان الانسان اكثر شيء جدلاً) الكهف.
فاذا كان هناك جدل للاشياء المادية فان هذا الجدل ينطبق على الانسان لكونه كائناً حياً مادياً اي بشراً.
لذا قال تعالى: (وكان الانسان اكثر شيء جدلاً) الا وهو جدل الفكر، وهو ما يميز الانسان عن بقية الاشياء كونه كائن عاقل مفكر فهناك حق وهناك باطل وهذه علاقة جدلية لا تتوقف.
ان هذه التصورات الموجودة في الاذهان يجب ان تحاكي الواقع والقدرات والامكانيات حتى لا يكون هناك التباس بين التصور المرسوم في الذهن وبين قدرة المواطن على تصديق اماكنية تطبيقه على ارض الواقع ، في ظل ضعف الامكانيات ، والقدرات فيجب ان تكون التصورات متطابقة حتى يكون هناك قبول واستجابة للمنتفعين والمعنيين من هذا المشروع ، وحتى لا يكون هناك صراع المتناقضات ، وهناك نظرية المعرفة الانعكاسية والتي تقول ان الدماغ الانساني تطور وتعقد اكثر بحيث وصل الى مرحلة متقدمة من التخيل والابتكار لغايات التطور والارتقاء.
لذلك نشاهد التسابق والمنافسة في الكثير من المشاريع التي تحاكي الخيال ، فهناك من يريد ان يبني اطول برج في العالم ، وهناك من يطور المدن الذكية لدرجة ان التكنولوجيا تتحكم بالانسان ، وهناك من يطور السيارة بحيث تستغني عن السائق او من يقودها فهي تسير وفق برمجة معينة.
وهكذا فلقد اصبح لدينا ايضاً مسؤولين اصحاب تفكير لا يحاكي الواقع والقدرات والامكانيات ، فتنمية المحافظات وتطويرها والارتقاء في مستوى الخدمات والبنية التحتية والطرقات والمنشآت والاستثمار السكني ، بتسهيلات ملموسة قيمية رقمية بحيث تجعل منها مدينة متكاملة الخدمات ، وبالامكان توسعتها افقياً ويتم تطوير الخدمات افقياً كمراكز صحية ومدارس للقطاع الخاص ومولات مصغرة وغيرها حسب المتطلبات التي تلبي الاحتياجات.
وهذا معمول به عالمياً حيث ان هناك المدينة القديمة ، وهناك المدينة الجديدة التي تتبع لها وتكون بمفهوم حضاري ، وهذا يمنع تدفق الشباب وغيرهم من الهجرة من المحافظات الى مشروع المدينة الجديدة ، بل بوطنهم في اماكنهم نظراً لتطور مستوى الخدمات واتاحة مزيد من فرص العمل والاستثمار الصغير والمتوسط لهم ، ويرفع من قيمة مساكنهم واراضيهم.