أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ثورة الخليج العربي

مدار الساعة,مقالات مختارة,الملك عبدالله الثاني,المملكة العربية السعودية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

ما أقصده بالضبط هو ثورة اقتصادية وإجتماعية عارمة, دول الخليج تحولت من مصدر للاستثمار إلى جاذب لها, لكن الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي واضحي المعالم يسيران بوتيرة متسارعة وجوهر التغيير هو الإرادة السياسية

في قراءة التحولات في الخليج العربي ننظر الى المملكة العربية السعودية فالسياسات الاقتصادية المحافظة فيها ضيعت فرصا كثيرة, وها هي القيادات الشابة فيها تكسر تابوهات ظلت سائدة على مدى عقود

النفط إدمان يجب التخلص منه معنى ذلك هو التخلص من النظام الريعي الخالص الذي يعتمد النفط مصدرا وحيدا للثروة وعائدته فقط للإنفاق, وهو ما كان ولا يزال يسير عكس عقارب الساعة

بالنسبة للمؤمنين بالتجديد والانفتاح هذه رؤية متقدمة, وبلا أدنى شك أن هناك جيلاً من الأمراء الشباب, مجددين تولوا السلطة في الخليج العربي, ولا أذيع سرا إذ أذكر هنا أن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ كان أميرا كان تنبه ونبه الى هذه التغييرات التي سيقودها هؤلاء الأمراء

بعد أسبوع من قرار سعودي بإنشاء نظام خاص لمنح الإقامة الدائمة يحمل اسم «نظام البطاقة المميزة»، أطلقت الإمارات، نظام إقامة دائمة أسمته «نظام البطاقة الذهبية»، وذلك بعد شهور من إصدار قطر أول قانون للإقامة الدائمة بين دول الخليج

من كان يتصور أن نظام الكفيل سينتهي وأن تملك الأجانب في تلك الدول أصبح مطلوبا وتبذل له كل التسهيلات وتتغير لأجله كل الأنظمة والقوانين, هذه الدول تتسابق لجذب الاستثمارات الى جوار الدول النامية

معدل النمو الاقتصادي في الخليج يتوقع أن يرتفع إلى 2.1% في 2019، مقارنة 2% العام الماضي وسننتظر لنقرأ في التفاصيل كم هي مساهمة القطاعات غير النفطية مثل السياحة والاستثمار والتكنولوجيا في هذا النمو

دول الخليج بدأت إصلاحات اقتصادية لا تحتاجها في ظل رفاه لا يزال النفط مورده الرئيسي وفي باكورة هذه الإصلاحات توفير بيئة مواتية لأنشطة الأعمال وإصلاحات سوق العمل

مشكلتنا في تجاهل هذه التغيرات السريعة اقتصاديا واجتماعيا واثرها على شكل علاقة الأردن مع هذه الدول والسعودية في المقدمة

في الخليج اليوم قيادات شابة مختلفة كليا عن سابقتها لكن كثيرا من المسؤولين والمحللين لم يلتفتوا إلى هذه المتغيرات ولا يرغبون في ملاحظتها, ويعتقدون أن من واجب دول الخليج الإبقاء على حنفية الدعم المجاني غير المفيد وبدلا من مواجهة الآليات الجديدة بخطط وبرامج ومشاريع مقنعة, يتمسكون بلغة لم تعد موجودة.

الرأي

مدار الساعة ـ