أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الرواشدة يكتب: مشكلة معلمين أم مشكلة تعليم ؟

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

علينا توسيع مدى الرؤية لدينا ، وطرح سؤال مهم : ما هي الفائدة العائدة على التعليم ككلّ اذا ما تم زيادة دخل المعلم ؟ ، هل ما ينقص التعليم لدينا هو دخل المعلم فقط ؟ ، أنا لا أُنقِص من دور المعلم - معاذ الله - لكن مؤسسة التعليم لدينا مبنية على أكثر من محور ، محور المعلمين هو جزء مهم من هذه المؤسسة ولا ننكر فضله علينا ، لكن ماذا عن باقي المحاور التي لا تقلّ أهمية من دور المعلم في بناء جيل حديد متعلّم .

المناهج الدراسية لدينا تحتاج إلى تعديل مفصلي والأهم من المناهج وما فيها هو سياسة تعليمها التي تقع على عاتق المعلم ، لدينا مشكلة هنا في طبيعة ما تحتوي الكتب من أمور لا تعود بفائدة فعلية على الطالب وأسلوب المعلم الذي في غالب الأحيان يتبّع التلقين ، والذي يُصبح في طيّ النسيان لدي الطالب بعد بضعة سنين ، تعديل المناهج وتوظيف المعلمين بعد إخضاعهم لدورات تدريبية " حقيقية " تهدف لتعليمهم أساليب التعليم الحديثة وتوعيتهم بأن الطالب هو الأهم في منظومة التعليم ستعود بفائدة على مؤسسة التعليم ، أضف على ذلك آلية أن اختيار المعلم يجب أن يتم تحسينها ، لتكون فقط " النخبة " هي من تُعلّم طلّابنا .

البيئة المدرسية في مدارس الحكومة للأسف لا تفي بغرض التعليم ، ولا تقوم بجذب الطالب إليها ، فالبتالي ذهاب الطلّاب للمدرسة يكون عن طريق الاجبار لا الاختيار ، وأخصّ هنا مدارس الذكور ، فالبناء في تلك المدارس غالبا ما يكون متشققا ، والغرفة الصفيّة غير ملائمة لعدد الطلبة - الزائد عن حدّه - فيها ، وغير مجهّزة " بعتاد " التعليم المُناسب لتجهيز جيش من الطلاب يسمو بالمجتمع .

أنا لا انتقد المعلمين حَملة رسالة التعليم ، فمن حقهم أن يعيشوا حياةً كريمة بدخل يناسب مجهودهم ، لكن هل فعلا المجهود المبذول من قِبلِ المعلمين يستحق تلك الزيادة ، فعلى ما شاهدت بنفسي وأمام عيني ومن أصدقاء لي درسوا في المدارس الحكومية ، كان المعلمون في الغالب يستخدمون الضرب " لتسكيت " الطلاب ، وفي أكثر الأيام كانت الجملة المُنتظرة على أحرّ من الجمر " نظفوا الساحة وروحوا " ، ربما كانت تلك الأمور تحصل لغياب الرقابة ، لكن أين ضمير المعلم هنا ؟

يبقى الأمر الأخير وهو أن تلك الزيادة على دخل المعلمين ستكلّف الحكومة ما يُقارب ( ١١٢ ) مليون دينار فمن وجهة نظر " الطلّاب " سيكون ذلك المال أحق أن يُصرَف على بناء مدارس أكثر مجهّزة بكفاءة أكثر وجودة أعلى ، فإننا لحد الآن لم نشاهد اعتصام للمعلمين يُطالب بتعديل المنهاج وتحسين المدارس والبيئة الصفية .

إذا كان الحوار هو الحل الأنسب بين المعلمين والحكومة فعلينا هنا أن لا ننسى الطرف الثالث والأهم في تلك القضية وهو الطالب ، فعلى الحكومة والمعلمين أخذ رأي الطالب بعين الاعتبار لأن الطالب هو الضحية الوحيدة " والضائع بين الرجلين " .

مدار الساعة ـ