بقلم: عناد الرواحنة
لم يكد الأردنيون يتجاوزون حادثة اعتداء المعلمين على طاقم قناة رؤيا يوم الأمس، حتى استفقنا صباح هذا اليوم على مشادات جديدة بين معلمين وطاقم قناة المملكة الذي ادعى تعرضه لاعتداء وقع عليه من قبل المعلمين المضربين، في ذات الوقت بدأت الأخبار والصور تتوالي تباعاً من المحافظات حول اعتصامات من أهالي غاضبين، ودعوات وصلت حد إعلان فيسبوكي لأولياء أمور في أحد قرى شمال عمان لدخول مدرسة وإخراج المعلمات إن استمررن في إضرابهن، والتطوع من قبل الأهالي ذاتهم لإعطاء الحصص.
الطرح المتشنج لنقيب المعلمين والذي أريد به إحراج الحكومة لخطف العلاوة جاء بأثر عكسي، فهو لم يتح مجالاً للنقيب نفسه التراجع بعد أن هدد وتوعد، والأهالي الذي كانوا متعاطفين مع النقابة بدأ صبرهم ينفد أمام فراغ يملأ وقت أبنائهم، وصور وفيديوهات متداولة لطلبة متسربين من القاعات الصفية إلى الساحات وإلى الشوارع المحيطة بالمدارس.
ويبدو أن فرحة الأهالي والطلاب بعودة المدارس سُرقت منهم في ظل قرار متسرع من نقيب المعلمين، خالطه سوء التخطيط، النقيب الذي راهن على 100 ألف معلم جزء كبير منهم لم ولن يضرب لانضوائه تحت مظلة التعليم الخاص، نسي أن عدد طلاب الصف الأول فقط في المملكة يقترب من 200 ألف، انتظر أولياء أمورهم بدء العام الدراسي ليروهم على مقاعد الدراسة وقد حملوا حقائبهم المليئة بالقرطاسية والدفاتر الملونة، وشرعوا في مرحلة جديدة في أعمارهم، ناهيك عن أولياء أمور طلاب مرحلة التوجيهي الذين بدأوا بالتذمر لانفتاح ذات المعلمين المضربين على توفير الدروس الخصوصية المدفوعة لأبنائهم، إنما خارج أسوار المدرسة.
نقيب المعلمين رمى بكل أوراقه في المواجهة الأولى، وبقي مع نقابته على الشجرة لا يقوى على النزول، وربما نرى في الساعات القليلة المقبلة تغيرات تبحث من خلالها النقابة عن مكسب أو تعهد مكتوب من الحكومة، يخرجها من الحرج الذي كان من نصيبها على عكس التوقعات، فهي تستشعر القلق وتدرك جيداً بأن كل يوم يمضي فيه الإضراب تستنفذ فيه النقابة من رصيد تعاطف الأهالي الشيء الكثير.