ارسل احدهم اليوم صورة قديمة لتصديرنا القمح فتذكرت فورا بحث اكاديمي كنت قد اعددته بناء على طلب دكتور خلف الطاهات حيث طلب منا اختيار ازمة حدثت لندرس تداعياتها وطرق معالجتها ... الخ و كتابة بحث بلغتنا الخاصة مفصلا مع كتابة راينا الشخصي.
فاخترت دون تردد هبة نيسان ، نبشت كل المواقع و البحوث و التقارير التي تناولت الهبة وقرأت تحليلات كثيرة ثم تناولتها بطريقتي وحصلت على علامة أ+ بالبحث ، وعليه سانشر بحثي كاجزاء هنا .
الفصل الاول : نهوض الهمة
يقول المحللون ان تصاعد ضيق النفس الشعبي ونهوض الهمة اتت ببداية الثمانينات فبدات بمحاولات كغضب عشيرة بني حسن ثم انتقلت لوسط المملكة بعام 83 احجاجا على اخذ اراضيهم وقبلها كانت مسيرة الخبز لعشائر بني صخر بعام 79 وجاءت انتفاضة جامعة اليرموك ب86 وتعالت اصوات المعارضة خاصة مع اجترار حكومة زيد الرفاعي الاب الى حل ثلاث صحف محلية و اكتساح اثنين منها (الراي و الدستور) لتصبحا شبة حكوميتين و انخفاض معدل حصة الفرد من 1800 دينار الى 1200 دينار بعام 88 وارتفاع المديونية لتصبح 11 مليار دينار وتصادم الحكومة مع الجهاز القضائي ، ثم تقليص صلاحيات النقابات و الاضطرار فيما بعد للجوء لقانون الطوارئ والقانون العرفي، و للاسف افتعال اشاعة التضيق على فلسطني الاردن كانت احدى هذه الشعلات رغم ان رئيس الوزارء في تلك الفترة كان من اصول فلسطينة ؟
في الحقيقية و براي المتواضع ان نهوض الهمة و فورتها بدات من السبعينيات حيث تلتها بضعة معايير كركبت الحالة الوطنية على راسها السماح باستيراد القمح واستقبال معونات القمح من امريكا بنية فتح سوق امريكي مما ادى لتراجع زراعة القمح تلتها ارتفاع اسعار الاراضي والسماح بالتمدد السكني على الاراضي الزراعية و عدم استغلال ثروة الوطن الطبيعية الشحيحية اذا ما قورنت باهميتها امام العالم النفطي ومطالب العالم كما ان الغاء وزارة التموين فيما بعد، وبدا موجة تدخل صندوق النقد الدولي كانت ثروة وجدانية عالقة في حناجر الاحرار ، ثم تلتها بدا خطط توسع الانفاق الحكومي تحديدا بحكومة الرفاعي الاب واستخدامه مضرب الليبرالية في بيئة اقتصادية وسياسية لا تناسب مرمى الليبرالية ابداا فانهار صرف الدينار و تاكل احتياطي الذهب والنقد بال 88 وبالطبع كانت السبعينيات والثمانيات فورة التعليم واستيعاب اهمية وجود سلطة تشريعية و مجلس نيابي يمثل الشعب في الاردن و نمو الحياة السياسية في اوساط الشباب ، ليتم بعدها فك الارتباط و اختيار طريق قانون العرف و الطوارئ مما ساهم في تفاقم الازمة خاصة مع توسع الفروقات الطبقية وحصص الافراد حسب الشرائح الاجتماعية ، وتزايد المساعدات الخليجية من 44 مليون لتصبح 215 مليون دينارا ، فكانت هذه الاسباب الرئيسه في تقاعص الحكومات والاتكالية التي عززت ابتعاد الحكومات عن التفكير في بناء ذاتي للاردن .
و يعزى المحللون ان الشرارة الرئسية انطلقت من معان باحتجاج سائقي السيارات ثم انطلقت لباقي الاردن تشن غضبها الذي تمدد كزبد بحر القتها امواج تتلاطم في بحر ماع قلبه من كثر الالم والقهر .
وعليه اعتقد ان نهوض الهمة و توحد الصفوف لم يكن من بداية الثمانينيات بل بدا منذ منتصف السبعينيات وان اجترار التضيق على الفلسطينيين في تلك الفترة بعيد جدا عن اسباب ما ذهب اليه المحللون لان الحكومة المسقطة كانت فلسطينة الراس ، ومراقبة الفادئين وسحب اسلحتهم كانت ضرورة لحماية الهوية الوطنية الاردنية اولا و حماية حق العودة من السلب ثانيا ، ناهيك عن التضييق على حريات الاردنيين الاصل والمنبت في التعبير عن انفسهم .
براي هذه هي جواذب هبوب نسيم نيسان خالقا جوا حارا على الوطن الجميل .
يتبع ...