تحادثت في الأمس مع مجموعة من رجالات الرمثا والبحارّة، وهم يرفضون بشدة أي أعمال شغب أو إعتداء على المرافق العامة والحكومية، بل أنهم يؤكدون ولاءهم للوطن والنظام والقيادة بلا مزاودات، ويطالبون بضبط المنافذ والأجهزة الجمركية لمنع تهريب كميات الدخان أو أي ممنوعات خطرة والتي تثير أسئلة إتهامية، ولكن في المقابل يطالبون بالسماح لاستيراد ما يحتاجونه من الإحتياجات المنزلية وفتح طرق تجارية لهم بعد كل ماتحملوه جرّاء الحرب السورية واللجوء وشلل حركة الشاحنات وعدم تفهم بعض المسؤولين لمعانتهم.
ما حدث من رد فعل في مدينة الرمثا من شغب الشوارع وبعض تجاوزات الشباب الغاضب ضد التضييق والإجراءات التي منعت إدخال مشتريات يومية كاللحوم والخضار واحتياجات منزلية يمكن أن يحدث في أي مكان داخل الأردن وفي بلاد العالم، الإضطرابات تشتعل نيرانها في أكبر وأعرق بلدان العالم، الولايات المتحدة وفرنسا، التي شهدت احتجاجات ومواجهات عنيفة، ولكن طرق المعالجة لدى السلطات تبدو متشابهة نوعا ما، وهذا دليل على تغير المنطق العالمي لحل مشاكل الدول الاقتصادية والسياسية، فمتى ما اعتبرت الحكومات أن المواطنين هم أهداف أو خصوم يجب أن تُخضع أو تُهزم، حينها تبدأ معركة الكراهية.
Royal430@hotmail.com