مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون السياسية - ما هي كلمة السر التي تموضعت على إثرها دولة الكويت في دائرة الحياد السياسي الايجابي خلال احتدام نار الأزمة الخليجية رغم تعقيدات موقعها الجغرافي؟
ماذا قال الكويتيون لطرفي الأزمة فأقنعوهما أن وقوفها في المنتصف ممكن رغم أن الحال السياسي يكاد يختنق بكلمة "من ليس معنا فهو ضدنا"؟
وكيف نجح الكويتيون في احتراف سياسة النأي بالنفس، ثم حوّلوا عاصمتهم إلى نقطة التقاء ممكنة للاطراف جميعها؟
الأسئلة كثيرة، على أنه يمكن اختصار إجاباتها بست كلمات: الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح.
ست كلمات تحكي قصة الأمير الخامس عشر لدولة الكويت، والخامس بعد الاستقلال من المملكة المتحدة.
كان مقدّرا للابن الرابع لأحمد الجابر الصباح لأوّل وزير إعلام، وثاني وزير خارجية في تاريخ الكويت والمولود في عام 1929، أن يكون الماء الذي يحاول اطفاء حرائق الخليج.
لم يطفئها، لكنه منعها من الانتشار، وهذه مهمة كادت أن تتحول الى مهمة مستحيلة، لكنه نجح.
بدأ تعليمه يوم بدأت الكويت تضع أساساتها لتصبح فيما بعد وجهة طموح المثقف العربي.
في المدرسة المباركية تلقى تعليمه.
اهتم والده الشيخ أحمد الجابر الصباح بتعليمه عبر ارساله لعدد من الدول الأوروبية والآسيوية، للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية.
الكويت حاضنة الثقافة العربية، لسنوات وسنوات، وراية الاعلام العربي في زمن كانت فيه المهمة صعبة للغاية؛ ستتحول في زمن الحرائق العربية إلى بيت للحكمة، لكن هذا ليس كل شيء.
"تمكنا عبر أربعة عقود مضت من الحفاظ على مكاسبنا وتطوير آليات عملنا الخليجي المشترك ومواجهة العديد من المخاطر والتحديات".. هكذا رسم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، تأطير نهجه السياسي بالبحث عن "حل عائلي" للنار الخليجية التي لا تريد ان تنطفئ.
في كلمته أمام القمة الاستثنائية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مكة المكرمة بالسعودية، يحذر أن "الأوضاع المريرة التي نواجهها سنبقى عاجزين عن منح الأمل والتفاؤل لشعوبنا التي أرهقها خلافنا وآلمها استمراره".
وعلى عكس نجاح الكويت في إنهاء أزمة عام 2014، بين قطر من جهة وكل من السعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، كانت الازمة هذه المرة أكثر تعقيدا وعمقا.
لكن في المقابل منح الحياد الايجابي للسياسة الكويتية في الازمة متنفسا لئلا تصل الامور الى مستويات أعمق في الازمة، وكل ذلك بقيادة ربان الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح.
مناسبة الحديث، تعافي الأمير بعد مرض أزعج كل عربي محب لهذا الأمير الفارس الذي نتمنى له عمراً طويلاً، فنحن العرب أحوج إلى نوعه من الرجال النادرين.