الكاتب: امان السائح
خلال اقل من 72 ساعة في شوارع عمان ، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات ، تكاد تشبه احلامنا لا بل كوابيسنا ، رصاص بالليل والنهار ، اجساد على الارض تنزف دما ، واصوات استنجاد ولهاث وراء مساعدة ، واجساد اخرى في شارع اخر تنتهك حرمة ديننا وتقاليدنا، وتنتهك حرمة الانوثة ، بالفاظ وسلوكيات لا تليق بنا ، في حالة رفض لواقع اصبح يعج باحداث غابت عنها عاصمتنا ، وغبنا نحن جميعا عن الاعتراف بها .احداث لن نعود لنقاشها لأنها اصبحت امرا واقعا امامنا، لكن الاسئلة المشروعة التي تقودنا للاعتراف ، هل ما يجعل تلك الاحداث ظاهرة للعيان بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والتصوير القسري بكل بقاع اردننا ، لتتحول كل الاحداث الى مؤتمر صحفي يراه الجميع ويناقشه كل افراد المجتمع ، ام انها بالفعل ظهرت الان في هذه الفترة التي يعاني منها المجتمع من ازمات اقتصادية واجتماعية ، وربما اسرية آلت الى مثل تلك المشاهد القهرية التي آلمتنا جميعا ، في عاصمتنا عمان ..تساؤلات بحجم عمان التي تزدان بعبق من التاريخ الجميل تاريخا واضيفت لها حضارة جعلتها تنتقل الى مكان اجمل يضم كل معالم الدنيا باسلوب يليق بنا ، ماذا حصل وانتهكت شوارعنا وادمغتنا ، وفئة منا اصبحت تجاهر الفساد الاخلاقي والسلوكي ، وتمتهن الدماء وكأنها طقسا من طقوس اليوم العادي ، بلا ضوابط او ثوابت او حتى قيم تردع او دين يمنع ..
تساؤلات بحجم عمان .. بحجم وقدر الوطن الجميل وشعبه الطيب ، شعبه المثقف .. شعبه صاحب النخوة والشهامة ، والارادة ، كيف يمكننا ان نردع انفسنا ونقيم ذواتنا ، ونتجه نحو الصواب ونستثمر ايجابياتنا ، ونتجاوز سلبياتنا .. ونتوقف لبرهة ايضا نتساءل هل هذه الفئة التي لا تشبه عماننا ووطننا ادت بها الى سلوكيات خارج صندوق الوطن؟ ، وهل تراجعت ثقافتنا الى حدود الخطأ ؟وهل اصبحنا نستبيح كل شيئ ونعتبره ضمن حدود العادي ؟ وهل الفراغ الاجتماعي والاقتصادي سببا ؟ ماذا حصل لنا ايها الشعب الطيب صاحب الثقافة والاخلاق والدين ؟ .«وطننا» عتبنا على قدر الاعتزاز والحب .. فلنفتح بوابات مختلفة للعمل .. ولنحتضن شبابنا ،ولنصادق ابناءنا ، ولنتساهل مع متطلبات الزواج .. ولنسمح لثقافتنا ان ندرس ابناءنا في اماكن غير الجامعات ، فهي متاحة وصاحبة هوية ايجابية .عمان سامحينا واعذرينا ، فتلك السلوكيات لا تليق بك ، وانت اكبر من كل حكايات الفساد ، فالاصل هو حكاية عمان فيلادلفيا التاريخ. الدستور