مأمون نور الدين يكتب: منظومة الأمن والأمان لا تنحصر بالأداء الشُرطي

بقلم : د.مأمون نور الدين
لا تعالج المشاكل إلّا ببحث الأسباب بطرق تستند إلى الحقائق والمنطق.

وإن كان بعض ما يكتب على وسائل التواصل الإجتماعي يحمل نسبة من الصحة، إلّا أن الكثير لا يتجاوز تحليلات فردية وفرضية من غير المتخصصين.

بتحليل بسيط، فإن تعدّد القيود الجرمية على الأشخاص المضبوطين في أغلب الجرائم المثيرة للرأي العام دليل على أن الثقل الأكبر لأسباب الجرائم قد يكون بضعف الإجراءات والعقوبات الرادعة أكثر من أدوات تنفيذ القانون.

ان منظومة الأمن والامان لا تنحصر بالاداء الشرطي فقد.

فالشرطة بالنهاية يقتصر عملها على ضبط المجرمين وإيداعهم لدى المحاكم لإتخاذ العقوبات بحقهم من جانب، والوقاية من الجريمة قبل حدوثها من جانب آخر. إلّا أن الجزء المتعلّق بالوقاية يعتمد أيضاً على الردع أولاً. إحصائياً فإن الإجراءات التحقيقية ناجحة بنسب عالية جداً مقارنة بالعالم، وغالباً ما يتم ضبط المطلوبين بأوقات قياسية.

وعليه فبدلاً من القاء اللوم على الأجهزة الأمنية من خلف الشاشات علينا أن نقف بصفهم ندعمهم وننظر للصورة الأوسع.

ما نشهده اليوم من مظاهر جرمية في شوارعنا من مشاجرات ما عادت حتّى تحتاج إلى سبب، وجرائم قتل واعتداءات على الأفراد والملكيات غريبٌ بالفعل عنا، فلقد عرفنا مجتمعنا مستقيماً عفيفاً محافظاً، وهكذا نريد لأبنائنا وأحفادنا أن يعرفوه. علينا أن نحفظ الوطن حتّى يحفظنا، فهو ظلّنا ونواة أمنه مواطن واع ومثقف يحفظ الأمن والنظام بنفسه وبيته أولاً.