دخلت البلاد في عطلة طويلة, فقد كان أرهقها العمل, وملت الإنتاج حتى فاض, واكتفت من دورات الآلات, ومن حركة العمال والموظفين مثل خلية نحل
اطرف ما سمعت أنها العطلة فرصة تمتلئ فيها الفنادق بالسياحة المحلية وفرصة يرتاد فيها الناس مرافقهم السياحية واثار بلادهم التي لم يروها أو التي يشتاقون لتكرار التجربة, وهي فرصة لإنعاش المناخ السياحي الذي ركن الى التهدئة والحرمان. لكن الذي حصل هو أن أكثر من ربع مليون أردني في تركيا اللهم لا حسد ومثلهم انتشروا في ربوع العالم
كانت عطلة طويلة أكثر من اللازم لا تلجأ اليها حتى الدول التي تنتج مصانعها سيارة كل يوم وطائرة كل شهر, لكنها عطلة مستحقة, ترتاح فيها الحكومة من ضجيج إلحاح الناس وطلبات الخدمات, ويصك فيها الوزراء أبوابهم فلن يكون هناك مراجعون ولن يكون هناك عمل يستحق المتابعة والنقد والمثابرة
مجموع العطل السنوية في المملكة هو من أعلى المعدلات في العالم ان لم تكن أعلاها على الإطلاق. فعدد أيام العطل في الأردن يجعل إنتاجية الفرد الأردني 50% في السنة فقط بفضل العطل الرسمية والمرضية والإجازات السنوية ويومي الراحة الأسبوعية والاستثنائية في البلدان الصناعية مثلا تحسب العطل على أنها هدر لوقت الإنتاج بمعنى أنها خسارة للاقتصاد بينما في البلدان التي تستهلك أكثر مما تنتج يجد الناس في العطلة فرصة لراحة أكثر مما يحظون بها خلال ساعات العمل قياسا إلى ما يستغل منها في الإنتاج الفعلي