مدار الساعة - منذ أن سكن أول إنسان الأرض وإلى يومنا هذا، ظلّ البشر يتوجهون إلى الطبيعة باعتبارها عين الماء التي لا تنضب من الأفكار والحلول.
وحتى في عصرنا الحالي الذي شهد قفزات هائلة في مجال الحوسبة والذكاء الاصطناعي، فلا غنى للعلماء في إيجاد حلول للمشاكل التي تواجههم عن الطبيعة.
طوّر العلماء الكثير من الوسائل والأدوات لرصد الزلازل والكشف عن المتفجرات في العصر الحديث، ولاحظ باحثون سلوكاً غريباً وغير متوقع من قبل أنواع محددة من النباتات والحيوانات تجاه مشاكل يواجهها البشر.
لذا يتناول هذا التقرير دراسات وأبحاثاً جديدة قام بها علماء من مشارب مختلفة لرصد هذه التصرّفات الغريبة وكيفية الاستفادة منها:
نبات السبانخ يمكنه اكتشاف المتفجرات!
يعد علم "السايبورغ" من العلوم المهمة التي يُتوقع لها وجود كبير في السنين القادمة، وهو العلم الذي يدرس دمج الطبيعة والتكنولوجيا، والاستفادة من القدرات الحسية الرائعة للنباتات لبناء مستشعرات حيوية ذكية.
اكتشف مهندسون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في عام 2016، بقيادة المهندس الكيميائي مين هاو وونك، قدرات رهيبة لنبات السبانخ تجعله قادراً على التحسس والكشف عن المتفجرات.
إذ لاحظ العلماء حدوث تفاعلات داخل خلايا نبات السبانخ عند تقريب المتفجرات منه.
للاستفادة من هذه الخاصية زرع العلماء بعض الأنابيب النانوية داخل أوراق النباتات، ووضعوا داخل هذه الأنابيب مركبات موصلة للشحنات تقوم بنقل إشارة لأي تفاعل يحدث داخل النبات.
بعد تحقق العلماء من خاصية الاستشعار والتحسس القوية في نبات السبانخ حاولوا تطوير تطبيقات تكنولوجية أخرى خاصة بالزراعة.
حيث يحاولون الاستفادة منها في بناء مستشعرات تكون قادرة على التحذير من ظروف الجفاف، أو تفشي الآفات، قبل أن يتمكن الإنسان من اكتشافها.
استخدام الحبّار وقنديل البحر للإنارة!
تمتاز بعض الحيوانات البحرية؛ مثل الحبّار وقنديل البحر، بوهجها الخاص الذي يصدر منها في ألوان غريبة، في ظاهرةٍ تُعرَف بـ"التلألؤ البيولوجي".
أثارت هذه الظاهرة الفضول لدى المصممة الفرنسية ساندرا ري، وحاولت إحياء هذه التجربة ولكن على اليابسة؛ فهي فكرت في الاستفادة منها في إنتاج ضوء من مصدر صديق للبيئة.
ري هي المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لشركة "Glowee"، وهي شركة تحاول دمج البيولوجيا مع التكنولوجيا لإنتاج مصابيح تلألؤ بيولوجي.
فهي تطمح إلى أن تصمم مصابيح إنارة جديدة من مصدر طاقة نظيف لخفض انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون.
لإنشاء هذا النوع من المصابيح يقوم فنيو شركة "Glowee" بإدخال جين التلألؤ البيولوجي المأخوذ من الحبار المتوهج والموجود في جزر هاواي، وغرسه في بكتيريا من نوع E. coli، ثم يزرعون تلك البكتيريا.
علاوة على ذلك تتيح هذه التقنية للمصممين، من خلال برمجة الحمض النووي، التحكم في لون الضوء، وتحديد أوقات إيقافه وتشغيله.
تمكن فنيو الشركة من إنتاج مصابيح تدوم لستة أيام متواصلة من العمل، وتجري محاولات عدة لزيادة الوقت.
ستكون لهذه المصابيح استخدامات عدة كما تقول الشركة؛ بدءاً من إنارة الشوارع إلى الاستخدام المنزلي، ويمنح عمرها القصير ميزة لها بجعلها مناسبة تماماً للمناسبات والمهرجانات.
وتوضح الشركة أن هذا النوع من المصابيح مناسب تماماً لأصحاب المحلات في فرنسا، الذين يطالبون دائماً بترشيد الإنارة على واجهة محلاتهم للتقليل من صرفيّات الطاقة والحد من انبعاثات الكربون.
لدى ري خطط رائعة للأضواء المتلألئة، وتقول: "بالنسبة لنا فإن أكبر فرصة هي إنشاء شبكات من هذه الأضواء الحية في شوارع الغد".
الخليج اونلاين