لو أن مشروع باص التردد السريع مضى قدما سنة إقراره في عام 2008 لكان سالكا الآن بلا غبار، أما وقد تأخر كثيرا فهل كان ينبغي العودة عنه أو شطبه؟
ربما كان يجدر أن يدفع التأخير في إنجازه الى إعادة دراسته فالمسألة ليست إلتزاما واجب التنفيذ وهو ليس بقرة مقدسة وكان بالإمكان إستبداله بقطار أنفاق لا يحتاج سوى الى مسار بعرض 3 أمتار تحت الأرض وأسفل الجزيرة الوسطية في الشوارع التي حفرت وأكلت نصفها، مشروع قطار الأنفاق سيكون قريبا من ذات كلفة الإنشاءات لباص سريع التردد وحتى لو زادت الكلفة قليلا فسيكون لدينا مشروع حضاري تحت الأرض لا يؤثر على ما هو فوق الأرض من حركة سير وسعة شوارع ولا يحتاج الى كل هذه الجسور والتعرجات التي أضفت على المدينة تشوها بصريا غير لازم ، وكان يكفي إستغلال المساحات الفارغة فوق سطح الأرض لإنشاء تجمعات أو محطات تحت الأرض ينزل اليها الركاب عبر أدراج مخصصة كما في دول كثيرة في العالم
المشروع بحاجة إلى 136 حافلة للعمل، بكلفة تتجاوز الـ 43 مليون دينار بينما لا يحتاج قطار الأنفاق إلا لعربة واحدة وأخرى إحتياطية هي ذاتها تنقل الركاب ذهابا وإيابا على ذات السكة
أمانة عمان تخدم حوالي 4.5 مليون مواطن تقريباً، والتوقعات بأن يخدم المشروع حوالي 250 ألف مواطن، قد تكون هذه التقديرات صحيحة، لكن ماذا بالنسبة لوسائط النقل الأخرى التي ستبقى عاملة على جانبي طريق الباص؟.. مع أن قطار الأنفاق في العادة يمكنه خدمة ضعف هذا العدد
هناك من سيعترض لأسباب هندسية، ونحن نقول دعوا المهندسين والمتخصصين والخبراء يدلون بدلوهم، مع أن المشروع قارب على الإنجاز بتاريخ محدد في عام 2020 ولا فائدة من الحكمة بأثر رجعي لكن لنتعلم من الأخطاء إن كان هناك خطأ تقديري قد أرتكب ولنفتح باب النقاش وهذه دعوة للمهندسين والخبراء والجغرافيين ومهندسي الجيولوجيا كي يدلو بدلوهم حوله
كنت إطلعت على دراسة لم تأخذ نصيبها الكافي من النقاش وربما جرى إستبعادها لسبب أو لآخر تقول أن الباص سريع التردد غير سريع ومكلف اقتصاديا على عكس ما تم الترويج له. الرأي