أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

طفل فقد عينه بعصا استاذه ومازحه الملك «ساعينك رئيسا للديوان عندما تكبر».. من هو

مدار الساعة,أسرار أردنية,الملك عبد الله الثاني,الديوان الملكي,البحر الميت
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - خاص - بقلم المستشار محمد العشيبات

استيقظ الطفل محمد الهويمل قبل ١٠ سنوات مع ساعات الصباح في منزله وبدات أمه بتحضير الشاي لكي يذهب للمدرسة التي تبعد عن بيته أمتاراً..

شرب الشاي مع اخوته على عجلة..

صديقه بانتظاره وأخذ يناديه هي يامحمد سنتأخر على الطابور..

ودع محمد أمه وركض مع صديقه للمدرسة وبدات الحصة الأولى لمادة الحاسوب ومعها شقاوة وبراءة الاطفال.. المعلم يحمل في يده "بربيش" بداخله قطعة من الخشب يحاول إسكاتهم.. لم تفلح كل محاولاته حاول ان يخيفهم بالعصا رفعها بالهواء بسرعة فلتت قطعة الخشب نحو عين محمد اليمنى..

خيّم الصمت على الصف ومحمد يبكي تجمع جميع المعلمين والخوف يسيطر على الجميع وأصوات تملأ المكان اسعفوه إلى المستشفى وصديق محمد يركض إلى أم محمد ليخبرها بالحدث.

وصل مدير المدرسة ومعه عدد من المعلمين للمستشفى.. الطبيب يخبرهم ان محمد قد يفقد عينه ويجب تحويله إلى طبيب مختص بالعيون..

تم تحويل محمد إلى احد المستشفيات المتخصصة بالعيون غير أن الجميع يؤكد صعوبة علاج عينه..

عاد محمد إلى احضان أمه وهو يبكى ويقول ماذا فعلت لمعلمي كي يفقدني عيني.. هذه العبارات ابكت الكثير مع رفض محمد الذهاب للمدرسة.

لم يعلم محمد ابن الاغوار الجنوبية ان كلماته ستصل إلى الأب الحنون جلالة الملك عبد الله الثاني..

عندها تلقى والد محمد اتصالا من طبيب الملك الخاص يخبره ان جلالة الملك امر بمتابعة علاج الطفل محمد.. و في اليوم الثاني الأب يتلقى اتصالاً اخر من موظفي الديوان بان يحضر ومعه محمد إلى الديوان لاستكمال إجراءات العلاج..

استيقظوا باكرا وصلوا الديوان ومحمد يراقب بذهول مداخل وابواب الديوان.. دخلوا مكتب رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي الذي استقبل محمد وأباه وجلس معهما يخبرهما ان جلالة الملك مهتم في قضية محمد..

بعد دقائق دعا رئيس الديوان أبو محمد للدخول معه إلى احد المكاتب المجاورة لمكتبه؛ فإذا بالمفاجأة جلالة الملك جالس خلف مكتبه..

هنا الأب يصاب بالذهول الشديد ما منعه من تركيب أي جملة مفيدة وقف جلالته وهو يحاول تخفيف صدمة الأب وقال له انني متابع لقضية محمد وقال لناصر اللوزي احضر محمد الى هنا خرج ناصر ومسك بيد محمد واحضره لجلالة الملك احتضنه جلالته وهمس في أذنه ستلتحق بافضل المدارس وستتلقى العلم بافضل الجامعات فانا كفيلك وسأظل اتابع أوضاعك حتى تصير رجلا يفاخر بانه اردني ويفخر الأردن بانك من رجالاته الأوفياء..

لم يتوقف جلالته عند هذه الكلمات بل راح يمازح الطفل محمد الهويمل عندما دخل مع رئيس الديوان ناصر اللوزي في ذلك الوقت "ساعينك رئيسا للديوان عندما تكبر " كلمات مازال محمد يتذكرها ومعه آلاف من ابناء الاغوار الذين يعشقون القائد والأردن..

حكاية تاريخ هاشمي أحب بلده وشعبه وأحب ان يعيش شعبه حياة كريمة مرفوع الراس لقد عرفت الان سر العشق ما بين القائد وأبناء الوطن الغوارنة.

وبعد هذه القصة الرائعة ما بين الملك والطفل محمد الغوراني تتساءلون ما حال الطفل محمد بعد عشر سنوات.. أصبح الطفل محمد شابا الان ورغم فقده للإبصار في عينه المصابة اليمنى عمل مزارعا مع والده طوال الفترة الماضية وهو يعمل حاليا في احد فنادق البحر الميت.. معنوياته مرتفعة بفضل ما سمعه من جلالة الملك ويتمنى ان يصافح جلالته مرة أخرى لكي يخبره انه اصبح رجلا يفخر بانه اردني وفي لوطنه.

مدار الساعة ـ