انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

نهاية الامم المتحدة أو التغيير

مدار الساعة,مقالات,الأمم المتحدة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/19 الساعة 23:35
حجم الخط

لم تعد الامم المتحدة بجميع أجهزتها قادرة على حفظ الأمن والسلم العالميين، وبدأ سقوطها تدريجيا في عام ٢٠٠٣ عندما فشلت في كبح جماح الولايات المتحدة في من غزو العراق بدون تفويض من مجلس الأمن او حتى من الجمعية العامة، حيث بدأت الكثير من دول العالم بالتعبير عن سخطها وقلقها من التحول الخطير في دور مجلس الأمن من حفظ الأمن الى مجرد جهاز تتحكم به خمس دول لامتلاكها حق النقض الفيتو. كذلك فشل الامم المتحدة على محاسبة الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب جرائم الحرب التي ارتكبت في العراق باسم كذبة أسلحة الدمار الشامل المزعومة والتي كذب رئيس وزاراء بريطانيا في وقتها توني بلير وحليفة جورج بوش الابن من اجل تدمير العراق واغتيال رئيسه وتسليم العراق الى حليفهم الخفي ايران.

اما الان ومنذ بداية الثورة السورية ضد حكم الطاغية بشار الأسد في العام ٢٠١١ وحتى كتابتي لهذه السطور، فشلت الامم المتحدة ومجلس الأمن فيها من حماية الشعب السوري الأعزل، وأصبح قتل المدنيين من رجال ونساء وأطفال شيئاً يتفاخر به النظام السوري وحلفاؤه من الإيرانيين والروس وغيرهم على شاشات التلفزيون، وأصبح الشعب السوري بأكمله متهما بالإرهاب، ورغم جميع التقارير الأممية والتي أكدت على ارتكاب النظام السوري وحلفائه من الإيرانيين والروس لجرائم حرب في سوريا، الا إن الامم المتحدة فشلت في حماية المدنيين حيث قتل اكثر من مليون سوري، وهجر اكثر من عشرة ملايين، ودمرت الطائرات الأسدية والروسية المدن السورية على روؤس اَهلها، ولم تفلح جميع المحاولات الخجولة في مجلس الأمن من ثني روسيا او الصين عن استخدام حق النقض (الڤيتو) لوقف المجازر بحق المدنيين هناك.

وبعد كل ما أسلفنا سابقا، لم يعد هناك أي مصداقية لما يسمى بالأمم المتحدة، نظرا لعجزها ممثلة بمجلس الأمن عن وقف النزيف السوري بسبب ارتهانها لخمسة دول تغلب بأرادتها منفردة او مجتمعة إرادات جميع دول العالم مجتمعة، فهل في ذلك أي عدل؟ وهل من بديل للحفاظ على بقاء الامم المتحدة الا من خلال التغيير الذي يضمن عدم تسلط دولة او حفنه من الدول على قرارات تخص السلم والأمن العالمي.

التغيير يبدأ من عدم استحواذ أي دولة على حق النقض الڤيتو مهما كان حجمها، ثم زيادة أعضاء مجلس الأمن الى ٣٠ دولة، تتبدل عضويتها كل عام، ويكون التصويت بأغلبية الثلثين في جميع المسائل. او من خلال زيادة أعضاء مجلس الأمن الدائمين الى عشرة أعضاء مع وجود عشرين عضو مؤقت ويبقى نظام التصويت بأغلبية الثلثين. وقد طالبت كثير من الدول بأجراء تغييرات في تركيبة مجلس الأمن مرارا وتكرارا و منها البرازيل وتركيا والهند وإندونيسيا وغيرها من اجل الحفاظ على الأمن والسلم العالميين. فهل نشهد انسحابات جماعية من الامم المتحدة، او أن هناك حاجة لحرب عالمية ثالثة قد تكون نتائجها مدمرة لإجراء التغيير المنشود؟ الزمن وحده هو الكفيل بالاجابة عن هذه التساؤلات.

* خبير فُض نزاعات/استراليا

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/19 الساعة 23:35