مدار الساعة - تغريد قرقودة - عندما تغيب الرحمة عن قلوب الابناء وتقسو على الآباء الذين افنوا أعمارهم في رعاية فلذات أكبادهم، فإن هناك من تسمع يردد عبارة "الدنيا آخر وقت".
هذه قصة ليست من نسج الخيال وبالتأكيد ليست الأولى مع ان كل من له قلب وفي نفسه رحمة يتمنى ان لو لم تكن او تكون الأخيرة.
والد يعاني من "غرغرينة" في رجليه اللتين قطعتا وقد اودعه أبناؤه وزوجته للعيش عند شقيقه، بعد ان ضاقوا برعاية من كان لهم راعياً قبل المرض.
ولمتابعة مراجعات تخص هذا المريض، وفق ما أفادت شقيقته "مدار الساعة"، حضر ابن له وعمره سبعة عشر عاماً ليأخذه من بيت شقيقه وعلى عربة الا انه ألقى بأبيه أمام سيارة، الخميس، فما كان من صاحب السيارة وإلا أن تفادى الرجل، فيما حضر شخص آخر رأى المشهد وانهال بصفع الولد على وجهه وأخذ الرجل إلى مخفر الشرطة طالباً منه تقديم شكوى على ابنه.
الرجل ورغم هذه المعاملة التي تقشعر لها الابدان الا غريزة الابوّة حالت دون تقديم شكوى.
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.