مدار الساعة - رعى المستشار الخاص لجلالة الملك عبدالله الثاني، علي الفزاع، أمس حفل إشهار كتاب "شعر علي الفزاع : دراسة لغوية واسلوبية" للدكتور عماد الدين الصرايرة من كلية الاداب في الجامعة الأردنية بحضور عدد من القيادات والشخصيات السياسية والنيابية والاجتماعية والاكاديمية والاعلامية.
وقال الفزاع بهذه المناسبة إننا نترجم دولة الإنسان الى واقع نعيشه وذلك بالشراكة والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وصولا للطموح الذي نسعى اليه، مؤكداً اننا كأردنيين دائماً نقف صفا واحدا في خندق الوطن وخلف القيادة الهاشمية للحفاظ على مسيرة الوطن الذي بني بسواعد ابناءه الذين يحرصون دوما على حمايته من أي محاولات تحاول النيل من الاردن وتهدد امنه واستقراره، مقدما التهنئة للدكتور الصرايرة على هذا العمل .
وتضمن الحفل الذي قدمه الاعلامي مجحم العدوان قراءة في الكتاب، قدمها كل من الدكتور نبيل حريز، المحرر في مجمع اللغة العربية ، والدكتور صدام مقدادي رئيس قسم اللغة العربية في جامعة اربد، والناقد والاديب أجمل طويقات، مقدمين للحضور تعليقات متخصصة وعميقة على الكتاب ، الى جانب الاشادة والثناء على الكاتب الذي سلط الضوء على واحدة من ابرز القامات الوطنية احد اعمدة الشعر الحديث .
كما تضمن كلمات ومداخلات لوزراء سابقين ونواب حاليين، اشاروا فيها إلى أن الكتاب بأنه من أفضل الكتب التي تناقش اللغة الشعرية عند شاعر أردني مهم كأنموذج عن شعراء الاردن وأعاد الروح البراقة لدراسة شعر شعراء الأردن، داعيين ابناء الوطن من الطلبة التركيز في اطروحاتهم على القيادات والرموز الوطنية الحاضرة والغائبة وإبراز دورهم في خدمة الوطن ومسيرته .
واشار مؤلف الكتاب الدكتور عماد الدين الصرايرة، في كلمته، فإن الدراسات الأسلوبية في الشعر الأردني المعاصر تعد قليلة نسبيًا مقارنة مع غيرها من الدراسات التي تناولت الشعر على امتداد الوطن العربي، وقد آثرت أن يكون هذا البحث الأسلوبي اللغوي متعلقا بشاعر أردني، هو الشاعر علي الفزاع الذي يعد أحد أعمدة الشعر الحديث على المستويين المحلي والعربي، والذي سخر شعره لمعالجة القضايا الوطنية والقومية والإنسانية، فكان شعره من الشعر الملتزم بالهموم العامة والدفاع عن الطبقات الاجتماعية الدنيا، والتفاعل الخلاف مع قضايا الأمة في مواجهة أعدائها، والتسامي إلى المستويات الإنسانية العليا في قضاياها التحررية للحد من تغوّل الإنسان على أخيه الإنسان.
وبين أن الشاعر الأردني على الفزاع من أبرز الشعراء الأردنيين الذين كتبوا قصيدة التفعيلة في تجلياتها الحديثة خلال الثلث الأخير من القرن الماضي العشرين، معربا في ختام حديثه عن شكره لكل من وقف لجانبي وكان له الجهد في هذا العمل حتى استوى على سوقه .
وحمل غلاف الكتاب كلمة لرئيس قسم اللغة العربية وادآبها في الجامعة الأردنية الاستاذ الدكتور ابراهيم الكوفحي، بينت أن تجربة الشاعر الأردني علي الفزاع الإبداعية من التجارب المهمة والغنية ببعديها المضموني والفني في سياق حركة الشعر في الأردن، مشيرا إلى أن الكتاب من أهم الدراسات التي تناولت شعر الفزاع، والكشف عن وسائله اللغوية والأسلوبية التي كان لها دورها في تجربة الفزاع الشعورية والفكرية ونقلها إلى الملتقي نقلاً فنياً من الإثارة والتأثير .
ويضم الكتاب الذي صدر عن داري الاكاديميون والرمال للنشر والتوزيع، أربعة فصول تناولت مستويات والظواهر الاسلوبية لشعر أحد أعمدة الشعر الحديث على المستويين المحلي والعربي، الفصل الاول: المستوى الافرادي، والثاني: المستوى التركيبي، والثالث المستوى البياني، والرابع الظواهر الاسلوبية .
ويعرض كتاب الدكتور عماد الدين الصرايرة أعمال الشاعر على الفزاع من الناحيتين اللغوية والاسلوبية ، ليشمل البحث عددا من المباحث اللغوية والبلاغية والبيانية والوقوف على ابرز الظواهر التي تتصل بذلك في شعر علي الفزاع .
وخلص المؤلف في كتابه إلى أن الاسلوبية من المناهج الحديثة التي تستثمر اللغة بعناصرها ومكوناتها المختلفة لاستكناه ابعاد النص الادبي والتغلغل في اعماقه للكشف عن مستوياته الدلالية وادواته الفنية والجمالية، حيث اتسمت اساليب التصوير في شعر الفزاع بالقدرة على الايحاء بادق العواطف والمشاعر والاحاسيس وتجسيدها والتعبير عنها من خلال معالجة عدة انواع من الصور الفنية منها التشبيه والتشخيص والتجسيد .
وتوقف الكاتب عند الظواهر الأسلوبية البارزة في شعر الفزاع ، كتوظيف اللغة المحكية وهو ما جعل النص قريبا من المتلقي ومؤثرا فيه، إضافة لعرض التداخل النصي مع النصوص الدينية والادبية والتاريخية الذي كشف عن ثقافة الفزاع الواسعة وقدرته على استغلال النصوص لصالح نصه الراهن، وشحذ نصه بالقدرة على التاثير في المتلقي، مع الاشارة الى لاستخدام اسلوب التكرار الذي كان له دورا بارزا في الكشف عما يلح عليه من قضايا وافكار ومشاعر .
كما سلط الضوء على لغة الفزاع من حيث المستويين الافرادي والتركيبي ، الاول كشف عن حساسية عالية في الاختيار والتوظيف والتنوع، لتشمل عدة حقول دلالية أهمهما : الحقول الدينية والسياسية والاجتماعية وحقول الفاظ الطبيعة وحقول الالفاظ المستخدمة في المتداول الشعبي .
اما المستوى الثاني، فمن حيث التشكيل والنظم، وظف الفزاع لغة خاصة احتوت عدة اساليب منها النداء والاستفهام والامر والنهي والحذف والالتفات، لينجح من خلالها حمل تجربته الشعورية والفكرية ونقل ابعادها الى المتلقي .
والشاعر علي الفزاع هو مستشار خاص لجلالة الملك ، من مواليد مدينة السلط عام 1954 ، وحاصل على درجة البكالوريوس في الآداب من الجامعة الأردنية عام 1977، ودرجة الماجستير في الأدب والنقد من الجامعة الأردنية عام 1982 .
ويعتبر الفزاع واحداً من أبرز المثقفين في الاردن والعالم العربي وتعد جهوده ومؤلفاته منارة للمثقفين والمبدعين، وحاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1990،ومن دواوينه الشعرية: نبوءة الليل الأخير 1982 ، الخروج من جزيرة الضباب 1986 ، مرثية المحطة الثالثة 1987 .
ومن أعماله الإبداعية الأخرى: ملعون أبوالمصاري والفرسان "مسرحيات باللهجة المحلية" 1978 ، ومن مؤلفاته: جبرا إبراهيم جبرا: دراسة في فنه الأدبي.