مدار الساعة - فايق حجازين- حمل لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع أوائل الثانوية العامة في مختلف الفروع الدراسية رسائل عديدة تؤكد جميعها دعم جلالته للعملية التربوية بمختلف اطرافها؛ المعلم والطالب والبيئة المدرسية، وتقديره لدور الأهل في دعم الطلبة.
وحرص جلالة الملك في لقائه مع اوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2018/ 2019، الذي رافقته فيه جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، على تقدير دور المعلم في دعم الطلبة وتعزيز ثقتهم بنفسهم ليبذلوا أقصى طاقاتهم، وتقدير دور الأهل في توفير بيئة داعمة وتشجيع ابنائهم على التميز.
الطلاب والمعلمون أجمعوا على أهمية العلاقة التي تربط المعلمين بالطلبة والتي تمكن من فهم المشكلات التي يعاني منها الطلبة ووضع الحلول العملية لها، واكتشاف ميولهم وتوجيههم نحو التخصص الذي يناسب مهاراتهم، وتمكينهم من اكتشاف جوانب التفوق التي يتميزون بها.
لقاء جلالة الملك مع الطلبة هذا العام كان استثنائيا، اذ جمع إلى جانب اوائل الثانوية وأهاليهم، طلابا تحدوا إعاقاتهم وظروفهم الصحية وحققوا النجاح.
وقال الطالب أحمد عمر الطيب الذي أدى الامتحان وهو على سرير الشفاء في مركز الحسين للسرطان، "المركز ساعد كثيرا في تحقيق هذه النتيجة، وفر لنا اساتذة للتدريس وقت العلاج، فيما وفرت لنا وزارة التربية ظروفا مواتية لإجراء الامتحان بكل اريحية".
وأعرب عن شكره لجلالة الملك الذي ساعد في رفع معنويات الطلاب المتفوقين والذين يعانون من المرض والإعاقة، وهذا سيكون حافزا للطلبة المقبلين على امتحان الثانوية العامة المقبل.
من جهته، قال الطالب الذي حل بالمركز الأول بالفرع العلمي، أحمد سامي عثمان: إن ما ساعده على تحقيق معدل 100 بالمئة، بعد التوفيق من الله، تشجيع الأهل، والجد والاجتهاد والمثابرة منه وتنظيم الوقت.
وأكد أن لقاء الطلبة مع جلالة الملك يعد مصدر فخر للطلبة، ولاسيما ان جلالة الملك لا يتوانى دائما عن دعم الطلاب والاستماع إلى مشكلاتهم، والحديث اليهم خصوصا الشباب الطموح والمبدع.
وقالت الطالبة سالي أحمد اللوزي، الأولى على الفرع الأدبي على مستوى المملكة: إن الدعم النفسي الذي تلقته في المدرسة، وثقة الأهل والهيئة التدريسية أسهما في تمكنها من التفوق في نتيجة الامتحان الذي وفرت له وزارة التربية والتعليم كل سبل الراحة، مؤكدة أنه شرف كبير حظي به الطلبة بلقاء جلالة الملك.
الطالبة منار الرشدان التي عانت من ظروف صعبة فقدت معها والدها، حققت تميزا بالحصول على المركز الثاني في تخصص التدبير المنزلي، قالت إنه ورغم الظروف الصعبة، إلا أن الأهل وفروا لها الدعم الكافي والبيئة المناسبة، إلى جانب الاعتماد على أخوتها الذين حققوا تفوقا دراسيا في السنوات السابقة.
وقدمت الشكر لجلالة الملك على الاهتمام الذي يوليه للطلبة والدعم الذي يقدمه للمتفوقين.
وقالت الطالبة اسيل معتصم الغليظ، التي حلت بالمركز الأول في تخصص التدبير المنزلي، وهي من مدرسة قطر الندى الثانوية الشاملة في الرصيفة: إن دعم الأهل كان مهما فيما كان دعم المعلمات حاسما، خصوصا معلمة اللغة الانجليزية، تسنيم التي ساعدت في ترتيب برنامج الدراسة ووفرت الدعم المعنوي والمادي ومساعدتي في تجاوز أي مشكلة تواجهني في الدراسة.
الطالب محمد سفيان يوسف الذي يعاني من ضعف في البصر، وحصل على معدل 6ر95 بالمئة في الفرع الأدبي.
قال: إن هذه النتيجة تحققت بفضل الدعم من الأهل ومن المعلمين في مدرسة عبدالله ابن أم مكتوم للمكفوفين، التي وفرت جميع ظروف العناية والاهتمام للتدريس على طريقة (بريل) ما مكنني من التفوق على نفسي والحصول على معدل أعلى من التوقعات.
وفي لقاء مع استاذ واثنين من طلابه المتفوقين، في مدرسة الحسين الثانوية للبنين، تم التوافق على أهمية دور المعلم في تمكين الطلاب من تجاوز متطلبات النجاح إلى التفوق.
وأكد الطالبان المعتصم بالله رجا العثامين ومحمد الطراونة اللذان تفوقا في الثانوية العامة الفرع الصناعي، أهمية دور المعلم وتوجيهاته وطريقة تعامله مع الطلبة في تحقيق النجاح والتميز في الأداء وبث روح ايجابية في اجواء المدرسة.
وقال معلمهما يوسف البستنجي: أنظر للطلبة كأنهم أولادي؛ فأمنحهم كل الاهتمام واسخر كل امكاناتي وطاقاتي لخدمتهم وتوفير البيئة الداعمة لهم في الدراسة سواء بالمدرسة أم بالبيت، معولا كثيرا على تعاون المدرسة والأهل ومديرية التربية في توفير اجواء ملائمة للعملية التدريسية.
وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور وليد المعاني، أعرب عن شكره لمبادرة جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد بلقاء الطلبة الاوائل.
وقال: "هذا الكرم الهاشمي ليس بغريب على جلالة الملك الذي يدعم المتميزين والمتفوقين، ودائما يتحدث عن الشباب بأنهم رافعة الأمة إلى الامام وأنهم المستقبل وعلى سواعدهم تقوم هذه الأمة".
وأضاف أن مجموعة الطلبة الذين التقاهم جلالة الملك حققوا التميز، ليس العلمي فقط بل بالتغلب على التحديات كون بعضهم من المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأكد أن لدى الشباب الكثير من الدافعية وقدرات النجاح، ولو أتيحت له الفرص، مثل هذا الدعم الملكي، فإنهم سيحققون نتائج ايجابية، مشددا على أهمية رعاية الطلبة وتوجيههم نحو الابداع في أي مجال عملي يختارونه في الجامعة.
المعلمة تسنيم الصالح، من مدرسة قطر الندى الثانوية الشاملة في الرصيفة التي تخرجت منها صاحبة المرتبة الأولى في تخصص التدبير المنزلي، اكدت أنه يجب ان يكون للمعلمين دور ايجابي من خلال توفير أجواء مناسبة للطلبة خصوصا في ظروف الرهبة من الامتحان، وتحفيزهم للخروج من هذه المرحلة برفع معنوياتهم لمواصلة المسيرة.
وأكدت أن تكريم جلالة الملك للطلبة مهم جدا لتوفير الدعم لهم واعطائهم ثقة بأنفسهم، مثلما يعمل حافزا للتميز لباقي الطلبة.
مدير مدرسة مأدبا الثانوية الشاملة الصناعية، صلاح قبيلات والتي حازت مدرسته على أول ثلاثة مراكز في الفرع الفندقي مسار الكليات، قال: إن الجهود المشتركة بين المعلم والإدارة المدرسية ومديرية تربية مأدبا كان له الدور الأساسي في تحقيق هذا النجاح، منوها أن المدرسة انفتحت على المجتمع المحلي ودرست ظروف الطلبة واستثمرت وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدة الطلبة في تخطي الصعوبات التي يواجهونها.
ووجه رسالة للمعلمين بأن يكثفوا الانفتاح على الطلبة وأهاليهم للتعرف على الظروف التي يعيشون بها واكتشاف ميولهم العملية لتوجيههم إلى المسار الذي يتناسب مع قدراتهم.(بترا)