انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

من بناء السلام إلی صناعة الخوف

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/25 الساعة 23:51
مدار الساعة,

هتصریحات الرئیس الامیركي الاخیرة حول عدم استعداد بلاده لحمایة مضیق هرمز اثار الكثیر من التساؤلات والشكوك حول ما جرى ویجري في الخلیج وبقیة اطراف العالم العربي.

المخاوف التي یعبر عنها الاشقاء في الخلیج العربي حقیقیة ومعقولة لكن السؤال الاهم والاكثر یتعلق بحجم هذه المخاوف وآلیة تصعیدها والغایة من تواتر حوادث اختطاف الناقلات واسقاط الطائرات واخیرا موقع التصریحات التي ادلى بها الرئیس الامیركي وعلاقته بكل ما حصل ویحصل.

التهدیدات التي یواجهها الانسان الیوم تأتي من العلاقات التي تقیمها الدول والجماعات مع بعضها البعض. حجم التهدید الناجم عن نزعات الاستبداد ومحاولات الهیمنة والغطرسة وفرض الارادة یفوق بكثیر التهدیدات التقلیدیة التي كانت ولیدة العلاقة غیر المتوازنة بین الانسان والارض. الادوات والوسائل والاسالیب المعاشة للانسان لم تكن كافیة للحصول على كمیات كافیة من الغذاء او بسط نفوذ الانسان على الكائنات والظواهر والموارد التي كانت تتحكم في وجوده. عبر تاریخ الانسان الطویل كان الانقلاب المناخي او انتشار وباء من الأوبئة كافیا لإبادة نصف سكان الارض.

الیوم یعاني الانسان من مخاوف وقلق البطالة والفقر والجوع والمرض والارهاب وكافة المصادر التي یمكن التغلب علیها لو تغیرت السیاسات والایدیولوجیات وانماط العلاقات السائدة بین الامم والشعوب والدیانات والاعراق. في عالم الیوم الكثیر من المخاوف والتهدیدات التي جرى تولیدها وادارتها والتحكم فیها لخدمة انانیة القادة وشهوات السیطرة وتجسید نظرة الاستعلاء لدى زعماء وقیادات القوى العظمى والكیانات الطامعة.

هشاشة الدول والانظمة غیر الدیمقراطیة وترددها في تبني اصلاحات جذریة تحقق التنمیة جعل منها اهدافا سائغة لأطماع القوى ورهن مقدراتها التي اصبحت اهم عناصر تحریك اهتمام العالم بها.

بدون السیاسة ومحاولات الهیمنة التي تمارسها القوى الاستعماریة على دول وشعوب العالم الفقیر والنامي یوجد لدى الناس الكثیر من المخاوف التي تزعجهم وتقض مضاجعهم.في الحدیث الیومي بین الافراد من مختلف الطبقات والخلفیات اشارات واعیة واخرى عفویة للخوف.

فالناس یخشون على حیاتهم ومستقبل ابنائهم والجمیع ینشد الاستقرار ویتطلع للازدهار. الجمل والتعبیرات التي یستخدمها البعض للتعبیر عن الخوف متعددة ومتنوعة ”یا خوفي“ او ”انا خایف“ او ”شيء بخوف“ او ”مش خایف“. بالمقابل یرى البعض ان الشجاعة في مواجهة المخاوف والتغلب علیها فینظرون للمخاطر والتهدیدات كفرص لتحسین كفاءة استجاباتهم وتطویر امكاناتهم وتحویلها إلى فرص للتقدم والمنعة.

على الصعد الانسانیة الاجتماعیة تتنوع مصادر الخوف وتتبدل من وقت لآخر لكنها تدرك من قبل الافراد من منظور خطورتها ودرجة تهدیدها للانسان ووجوده وتطلعاته. الجوع والمرض والموت والفقر والفشل وفقدان الاعزاء مصادر تقلیدیة للخوف وعوامل اساسیة في توجیه الانسان لبناء منظومات متنوعة للحمایة والدفاع وصولا إلى حالة الحفاظ على المنجزات والتوازن وتوفیر الاجواء التي تمكن الافراد من العمل والانجاز بعیدا عن التهدیدات والاخطار.

مواجهة الاخطار كانت الدافع الاساسي والمحرك الاهم لعجلة الحضارة فتحدیات المناخ والحروب والحریق والفیضانات دفعت بالإنسان إلى بناء البیوت وانشاء السدود وتصریف المیاه وایجاد انظمة تخزین وحفظ الاطعمة وتشیید الحصون وابتداع الاسلحة.

من المؤسف حقا ان ترتد البشریة عن انجازاتها وتعمل على تولید الخوف والفزع والارهاب من خلال قرارات سیاسیة لا تخدم إلى شهوات التسلط والهیمنة والغاء الآخر. الاسلحة التي كانت للدفاع عن الانسان ووجوده تتجه الیوم إلى صدور الاعداء الافتراضیین من البشر.

الغد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/25 الساعة 23:51