الحب لا يحتاج إلى مقدّمات، والعروبة لا تحتاج إلى تبرير.. ركلة واحدة نحو الهدف، في دقيقة واحدة من عمر الأمة المهدور.. زرعت ثلاثمئة لحظة فرح في قلوب العرب الممتدّين بأوجاعهم وهمومهم كشجر الصبار فوق الخريطة الصفراء..
الانتصار فيها لن يعيد أرضاَ مسلوبة ولن يؤسس لديمقراطية حقيقية ولن يثأر لنا من كل الذين سرقونا واستعبدونا وجعلونا في ذيل الأمم الحية... نفرح للجزائر لأننا أمة عطشى للانتصار، كتب التاريخ تطفح بالهزائم، نشرات الأخبار تفور بالدم العربي والظلم العربي والذل العربي، صفحات الجرائد تزوّر الحقائق وتختصر الوطن بمقاس بنطال الزعيم ولون ربطة عنقه.. لماذا نفرح للجزائر لأن مباراة كرة القدم تشهد تكافؤاً نادراً، احد عشر لاعباً يقابلهم مثلهم.. لا?حجّة بتفوّق الخصم الجوّي، ولا بالقدرة الصاروخية، ولا المديونية العالية، ولا بالقدرة النووية ولا قلة الموارد، ولا بالأجندات الخارجية، في هذه المواجهة تحديداً.. لا تتدخل دول عظمى، ولا يتدحرج برميل النفط بينهم.. ففي مباريات كرة القدم لا أحد ينظّر الكل يعمل في موقعه في مباريات كرة القدم هناك حكم عادل.. لذا يظل الانتصار ممكناً..
لماذا نفرح للجزائر..لأن انتصار الكرة قد يدرّب النفس على انتصارات أخرى.. فالسياسة ملعب هي الأخرى !!...
من يعش في قبو مظلم.. يفرح لو رأى صورة الشمس على دفتر رسم!.
فوز الجزائر.. شمس على دفتر رسم!
الرأي