مدار الساعة - تعاني محافظة الطفيلة التي يصل تعداد سكانها إلى نحو (120) ألف نسمة، عدم توفر أطباء الاختصاص في المراكز الصحية، ما يضطر المواطنين الى السفر (220) كيلو مترا الى مستشفيات بحثا عن الاختصاصات خصوصاً النسائية والأطفال والتوليد والباطنية والقلب والسكري، وهو ما يُكبد المواطنين مبالغ مالية تُثقل كاهلهم.
ورغم عدم توفر اطباء الاختصاص، وما يشكله من معاناة يومية في الحصول على خدمة جيدة تجنب المواطنين الذهاب الى مستشفيات عمّان، في رحلة ترافقها مخاطر «الطريق الصحراوي»، إلا أن وزارة الصحة وبدلاً من البحث عن حلول لتوفير الاطباء، سحبت بداية العام الجاري (17) طبيبا عاما من المراكز الصحية في المحافظة وألحقتهم بالإقامات للحصول على التخصصات الطبية المختلفة، دون توفير البديل.
وفي الطفيلة (11) مركزا صحيا أوليا، وستة مراكز شاملة، وأربعة مراكز فرعية، تتشابه جميعها في المعاناة والمشاكل اليومية المتكررة، إذ إن غالبيتها من دون عيادات وأطباء الاختصاص، علاوة على النقص في بعض الأدوية، إضافة الى عدم التزام الأطباء العامين بالدوام الرسمي، وسط مطالبات بتشديد الرقابة على أعمال المراكز الصحية وتزويدها بالأجهزة والمستلزمات، وصولاً الى تقديم أفضل الخدمات وتعزيز النقص بالاطباء.
وبات معروفاً عن المراكز الصحية الأولية والشاملة والفرعية في الطفيلة أنها موجودة فقط لتقديم الإسعافات الأولية المتمثلة بتقطيب الجروح البسطية والحروق الخفيفة وتقديم المسكنات الطبية والأدوية الدورية للمراجعين، فيما المراكز الشاملة التي تفتح أبوابها (24) ساعة لا يلتزم الأطباء فيها بالدوام الرسمي خصوصا في ساعات المساء.
من جهته نفى مدير الصحة في الطفيلة الدكتور حمد الربيحات نقص الأدوية في مراكز المحافظة، مشيرا إلى وجود بدائل للأدوية غير المتوفرة، لافتا الى أن (98%) من الأدوية متوفرة وفي حال عدم توفر دواء معين يتم تزويده فورا من المستودعات الطبية.
وأكد الربيحات، أن في الطفيلة أربعة مراكز فرعية تقوم بتقديم الإسعافات الأولية والمطاعيم ويقوم طبيب عام بالتغطية في ايام جزئية، وستة مراكز شاملة و(11) مركزا أوليا، منها خمسة مراكز صحية مستأجرة، وجميعها تفتقر الى أطباء الأختصاص.
وبين أن وزارة الصحة سحبت بداية العام الحالي (17) طبيبا عاما بغية الحصول على الاختصاص في التخصصات الطبية المختلفة، دون توفير بديل عنهم، مشيرا إلى مخاطبة الوزارة بوجود نقص في الأطباء العامين، وبانتظار التعيين على ديوان الخدمة المدنية لسد النقص.
وبين الربيحات ان العديد من المراكز الصحية في الطفيلة تمكنت العام الماضي من الحصول على شهادة الاعتماد الخاصة بمراكز الرعاية الصحية الأولية وتنظيم الأسرة منها مركز صحي العيص الشامل ومركز صحي عين البيضاء الشامل بعد أن استوفت متطلبات معايير اعتماد الرعاية الصحية الأولية، إذ منحت شهادات الاعتماد، حسب مجلس اعتماد المؤسسات الصحية، حيث يعد الحصول على هذه الشهادات حافزا مهمّا لديمومة تطوير الأداء الطبي، وتأكيدا من المؤسسات المانحة لمدى تطبيق هذه المراكز للمعايير الصحية المعتمدة محليا ودوليا.
الراي