اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

هل تنسحب تركيا من الناتو؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/15 الساعة 05:59
مدار الساعة,سحاب,

وأخيرا تسلمت تركيا منظومة صواريخ 400-s . صفقة السلاح الروسية تزامنت مع احتفال أنقرة في الذكرى السنوية الثالثة للانقلاب على أردوغان. وما يحمل مؤشرات على أن درس الانقلاب ما زال راكزا في عقل اردوغان والبحث عن خيارات تموضع استراتيجية جديدة لتركيا.
الصفقة حملت الكثير من الاسئلة حول الاستراتيجية التركية الجديدة، فهل ستنسحب تركيا من حلف الناتو؟ وهل تستدير تركيا نحو روسيا في تحد لواشنطن وحلف الناتو؟ اجواء الانقلاب وكابوسه دفعت اردوغان الى التفكير في خيارات التحول الاستراتيجي، بعدما قاد أكبر عملية تطهير في الادارة الحكومية والجيش طالت أزود من 16 الف عسكري وموظف حكومي.
الاستراتيجية التركية الجديدة تلعب على تناقضات المصالح بين واشنطن وموسكو. وبلا شك فان منظومة الصواريخ الروسية ستزيد من تعقيدات الصراع والازمات في الشرق الاوسط، فتركيا ستعدو قوة عسكرية كبرى، تملك من القوة على أن تكون طرفا فاصلا وحاسما في الصراعات وتحقيق الاهداف وتأمين المصالح، وتتدخل في مجالها الحيوي اقليميا بشكل أكثر حيوية وقوة.
انقرة وواشنطن اجتمعتا على مجموعة مصالح واحدة في المنطقة من الحرب في سورية والعراق. ولكن يبدو الان أن القوة الجديدة التركية تنذر بتصادم وتحول وانقلاب في المواقف السياسية والعسكرية الجامعة بين البلدين.
المنطقة بأزماتها دخلت تحت انعطافات جديدة، ومسارات في تحول الاصطفافات والتحالفات، وما يعني أن المشهد القادم سيحمل مزيدا من التوتر والشحن والسخونة السياسية والعسكرية، واكثر ما نشاهد تجذابا أمريكيا وروسيا، وصراعا على مراكز نفوذ وقوى في المنطقة، واستبدال التحالفات رسائل ثقيلة وخشنة من الروس الى الامريكان.
تركيا أقرب الى روسيا، معادلة استراتجية جديدة. وتخرج تركيا من حقبة امتدت لحوالي مئة عام بارتباطها وتحالفها مع الغرب وامريكا. ومن جهة أخرى فان منظومة الصواريخ تلوح بعودة سباق التسلح، وما يعني أن المنطقة لن تقبل على تهدئة وتسويات سياسية للحروب والازمات، بقدر ما دولة كتركيا تبحث عن تفوق نوعي وامتلاك اوراق قوة للحصول على مكاسب استراتيجية وسياسية.
تركيا تبحث عن أوراق ضاغطة على واشنطن والغرب في قضية الاكراد المؤرقة لاردوغان بعد خسارته الاخيرة في الانتخابات البلدية، ومنطقة العزل في الشمال السوري، وسياسات اخرى ترمى تركيا الى فرضها في ليبيا والحل السياسي في سورية، وازمات وحروب وصراعات الشرق الاوسط .
في واشنطن امتلاك تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية ينظر اليه بعين القلق، ويعتبر خرقا استراتيجيا لروسيا، ونقطة تفوق تدخل روسيا في المنظومة العسكرية الامريكية، حيث يمكن لروسيا من خلال المنظومة قراءت كل المعلومات العسكرية للطيران الامريكي، ورصد حركتها وتعقبها، وهذا الامر ترفضه واشنطن والناتو ايضا.
في المجتمع السياسي الامريكي ثمة أصوات سياسية واعلامية وعسكرية تطالب بسحب تركيا من الناتو. وتشتد بعد صفقة الصواريخ الروسية لمعاقبة تركيا وتطرح أيضا انسحابها من الناتو، تمتلك تركيا ثاني أكبر جيش في الحلف العسكري الذي يضم 29 عضوًا.
تركيا تبحث استقلالية استراتيجية، وتريد الخروج من العباءة الامريكية والناتو، وتبحث عن الدخول في نادي الكبار والمؤثرين في السياسة الاقليمية والدولية. والسؤال عن صفقة الصواريخ يتعدى كل الممكن والمستحيل في النظام الدولي الجديد الذي يولد على حواف الحروب والصراعات والازمات في الشرق الاوسط وخارجه. فالاتراك رموا في وجه الامريكان اوراق ضغط جديدة، وووضعوا دول الاقليم أمام تركيا جديدة أكثر قوة، وفتحوا خيارات استراتيجية جديدة لتركيا ما بعد الصفقة؟
الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/15 الساعة 05:59