مدار الساعة - خليل حماد - "أشعر بالفخر عندما تتناهى الى مسامعي عبارات المديح مقابل القطع البسيطة التي اصنعها بشغف و الحب لإكمال تعليمي الجامعي " هذا ما تشعر به شيرين النجار الفتاة التي ذاع صيتها ووالدها نبيل النجار "ابو علاء" سائق التكسي الذي يعرض المجوهرات التقليدية "كالأساور والميداليات والمسابح " التي تصنعها ابنته في سيارته لبيعها لسد متطلبات الفتاة الجامعية .
يقول نبيل النجار "ابو علاء " "لمدار الساعة " الاب لستة ابناء والجد لخمس احفاد تلقت ابنتي دورة تدريبية متخصصة في صناعة المجوهرات التقليدية بعد ان انتهت امتحانات الثانوية العامة أي خلال العطلة وبعد اعلان النتائج وحصولها على معدل 77,5 رغبت في دراسة الادب الانجليزي الامر الذي يتطلب تسجيلها في جامعة خاصة مما يعني ان هناك مصاريف اضافية .
ويضيف " ابو علاء" جاءت شيرين وقالت لي " ساعدني وسأساعدك" في اشارة الى ان انها عزمت امرها بعد ان شاورت والدتها بصناعة المجوهرات التقليدية وبيعها وكانت الخطوة الاولى بتسويق هذه المجوهرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك اما انا فقد تركت التدخين ووفرت 4 دنانير يوميا لابنتي قائلا " اقلاعي عن التدخين والاكسسورات ساهمت بتدريس ابنتي "
وعن بداية بيع المجوهرات التقليدية في التكسي يقول "ابو علاء" قبل سنة ونصف عرضت ابنتي علي ان ابيع مجوهراتها في التكسي فاخذت قطعتين منها وعندما صعد الراكب الاول خجلت ان ابيعه وكذلك الثاني والثالث الا ان صعد احد الركاب الذي ابدى اعجابه بالميدالية وسالني عنها فاخبرتهم بالقصة واشتراها على الفور وكذلك حصل مع راكب اخر مما دفعني ان اطلب من ابنتي في اليوم التالي عشر ميداليات لبيعها وبالفعل بيعت جميعها .
وحول طريقة العرض على الركاب يؤكد ابو علاء ان المجوهرات التقليدية موضوعة بصناديق ملونة امامه بطريقة انيقه مشيرا انه يواجه بعض الحرج حين يعرض الاكسسوارات على السيدات او الفتيات اللواتي اما يقابلنه بالرفض او القبول وهو على كلتا الحالتين فخور بعمل ابنته.
ويشرح ابو علاء ان البوست الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتداوله نشطاء حول بيعه المجوهرات التقليدية في التكسي بسبب شخص اعجب بعمله اسمه " محمود صدقة" الذي اعجبته الفكرة استأذن بعرض القصة والصور على مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشرت بسرعة كبيرة .
فيما تؤكد شيرين "لمدار الساعة " انها فخورة بعملها الذي يدر عليها دخلا لاكمال تعليمها فهي لم تجعل العائق المادي يقف امام طموحها مؤكدة ان الارادة والعزيمة تصنع المعجزات
وتؤكد شيرين الطالبة في جامعة الاسراء بانها ترفض ان تكون عبء على اسرتها التي دعمتها في كل مراحل تعليمها وعلى استحياء لا تخفي طموحها بأن يكون لديها مصنع لانتاج المجوهرات التقليدية فالطموح لا حدود له .