مدار الساعة - أضاء الشاعر اللبناني زاهي وهبي بصوته الدافئ قاعة منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، أمس الإثنين، وهو يطوف على بساتين المفردات، ومحلقاً في فضاءات الجمال والدهشة، والحرية.
ووسط حضور عماني كبير وتفاعل واسع من المهتمين بالشأن الثقافي، انشد وهبي عن الحب والإنسان والأحزان والأمل، بنبرة خافتة ولغة دقيقة تتجنب الشاعرية الجاهزة والمتوقعة.
وتجول وهبي، بمصاحبة عازفة (القانون) رُلى البرغوثي، في الأمسية الشعرية التي نظمها منتدى شومان الثقافي، وأدارتها الشاعرة غدير حدادين، بين اغراض الشعر المختلفة، والتقط منها العديد من الإشارات، مخاطباً بها المرأة، على وجه الحقيقة حينا، وبلغة المجاز أحيانا أخرى.
وهبي استطاع أيضاً نقل الحضور، كبارا وصغارا، إلى عالم مليء بالبهجة، كان هو الوحيد القادر على صنعه وحياكته بحرفية، الأمر الذي وصل أن حرك في داخلهم مشاعر الحب والعطاء والوطنية، مثلما يحرك الحجر الماء الراكد.
وكانت غدير حدادين، وصفت وهبي بأنه "من قامات الإبداع العالية في الثقافة العربية المعاصرة.. ونعتز بإبداعه وفكره وكفاحه؛ اعتزاز المعاني قبل أن تنطقها الكلمات".
وقالت حدادين في معرض تقديمها للأمسية "هَلا بك شاعرنا زاهي وهبي.. "هَلا" بثلاثة حروف، لكنها بأبجدية روح وقلب أردني.. هَلا بك أخاً في عروبة النبض والوجدان، وعلى الرّحب والسّعة في ديار الأهل والأحبة والأصدقاء".
وتابعت "يظلّ "الإنسان هو الأهمّ.. وأقتبس كلماتك حين قلتَ بأنه على مدى السنين عرفتَ حلاوة الحبر ومراراته، وقادتك التجربة الشاقة مع الكلمة إلى اليقين بأن الكائن البشريّ بذاته أجدى من أي صفة تسبق اسمه، وأن الكلمات تظل حيَّة ترزق.. فلا يبقى بعد انقضاء الأيام سوى الحبر والكلمات".
واعتبرت حدادين أن وهبي كتب ضد النسيان، وحكم ضميره بينه وبين هذا العالم؛ فهو حمل قضية الإنسان، والحريّة، حرية الإنسان العربيّ في فلسطين وفي الجنوب اللبناني، وفي كل أرض تنادي بالحرية.
حدادين لم تنس الموسيقية رُلى برغوثي، وعن مشاركتها بالنغم الجميل، قائلة "حيث يكون الشّعر يكون النغم، وتجود الموسيقا، وحيث يحضر الشعر والموسيقا يصمت كل كلام.. إلَّا روح الكلام".
نال جوائز عديدة؛ كأفضل مقدم برامج وحصل على درع الكلية الملكية للممكلة المتحدة، وجائزة كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية لثلاث سنوات متتالية، والمركز الكاثوليكي للإعلام والمجلس الوطني للإعلام وهيئة دعم المقاومة الإسلامية والرابطة الثقافية في طرابلس، والمجلس الوطني للفنون والآداب في الكويت وجامعة "البترا" في الأردن.
وتعتبر "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.