مدار الساعة - أطلق رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز اليوم الاثنين، الاستراتيجية الوطنية للشباب 2019 – 2025 التي تهدف إلى بناء جيل قادر على الإبداع والابتكار وذي انتاجية مرتفعة.
وتعكس الاستراتيجية مستوى الاهتمام الذي يحوز عليه جيل الشباب من أعلى المستويات بدءاً من جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد الذي وجه الحكومة لتطوير استراتيجية وطنية للشباب بما يعكس الاهتمام المتزايد من قبل الدولة ومؤسساتها بهذا القطاع المهم.
وتهدف الاستراتيجية إلى الارتقاء بالعمل الشبابي وتنمية الشباب معرفياً ومهارياً وقيمياً لتمكينهم من الابداع والابتكار والإنتاج والمشاركة بالحياة السياسية والشأن العام والتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته واستشراف المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة من خلال شباب معتمد على ذاته وفي إطار التعاون والتنسيق بين كافة الشركاء.
وتتضمن الاستراتيجية، محاور رئيسة أبرزها: الشباب والتعليم والتكنولوجيا، الحاكمية الرشيدة وسيادة القانون، المواطنة الفاعلة، الريادة والتمكين الاقتصادي، المشاركة والقيادة الفاعلة، الأمن والسلم المجتمعي والشباب والصحة والنشاط البدني.
وأكد رئيس الوزراء خلال رعايته لحفل إطلاق الاستراتيجية في مدينة الحسين للشباب اليوم وبحضور وزير الثقافة ووزير الشباب الدكتور محمد ابورمان وعدد من الوزراء والمسؤولين ومجموعة كبيرة من الشباب من جميع محافظات المملكة، أن ما يميز هذه الاستراتيجية أنها لم تصنع داخل أروقة وزارة الشباب وإنما من خلال الحوارات العديدة التي تمت في المراكز الشبابية والمدارس والجامعات.
وقال مخاطبا الشباب "هذا منتجكم وأنتم من صنعتم هذه الاستراتيجية ولم تكونوا متلقين لها"، لافتاً إلى دور وواجب الحكومة في تهيئة البيئة المحفزة للشباب ليمارسوا دورهم الحقيقي من خلال المواطنة الفاعلة التي نادى بها جلالة الملك ويتابعها بشكل مستمر سمو ولي العهد.
ولفت إلى أن من العناوين الرئيسية للاستراتيجية، التعليم والتكنولوجيا وهي الأساس ونحن ندخل الثورة الصناعية الرابعة وعنوانها وأهم أدواتها الابتكار والابداع في وقت لم تعد الثروات الطبيعية هي المعيار الأساسي في التنمية والتقدم بقدر أهمية الثروات البشرية والتي نعمل جاهدين على تعظيمها.
وأكد رئيس الوزراء أن رؤية الاستراتيجية التي تحمل شعار "شباب أردني الهوية والانتماء، عالمي التفكير" تؤكد بأننا لسنا منغلقين على أنفسنا ونحن ندرك أن الحضارة الإسلامية في أوجهها كانت منفتحة على العلوم والثقافة والآداب العالمية أخذت منها ما تحتاجه ورفضت ما لا تحتاجه.
وحول العناوين والقيم الجوهرية التي تتضمنها الاستراتيجية مثل الثقافة والتسامح واحترام الرأي والرأي الآخر، قال إننا وفي هذه المنطقة بالتحديد بأمسّ الحاجة لهذه القيم، لافتاً إلى أن حالة التفتت والحروب التي شهدتها بعض الدول جاءت بسبب تغليب الهوية الفرعية على الهوية الوطنية واستبعاد لغة الحوار بين المجتمع.
وبشأن محور سيادة القانون، أشار إلى رؤية جلالة الملك بدولة قانون فاعلة، مؤكداً أن الدولة القوية هي التي تطبق القانون على الجميع دون انتقائية أو مزاجية وهي تتطلب مجتمعاً قوياً لا يستقوي على الدولة وعلى المال العام.
من جهته، أكد وزير الثقافة ووزير الشباب أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب يأتي تتويجاً لجهود بذلها فريق عمل من الوزارة لإنجازها مسترشدا بآراء وأفكار شريحة واسعة من الشباب ومستعيناً بالوثائق العالمية والوطنية التي تقع في المجال نفسه.
وقال "ونحن اذ نطلق الاستراتيجية اليوم فإننا نؤكد أنها ملك للجميع وعلينا جميعا حكومة ومؤسسات ومجتمعا مدنياً وشباباً مسؤولية تطبيقها وتنفيذها وأن لا تكون حبراً على ورق أو مجرد وثيقة نظرية وإنما العمل على تحقيق أهدافها وتطبيق البرامج التي ستنعكس على أرض الواقع وتحقيق رؤيتها وفلسفتها"، لافتاً إلى أن مجلس الوزراء شكل لجنة توجيهية عليا من الوزارات والمؤسسات المعنية لتنفيذها والتأكد من سير العمل بها.
وأكد ابورمان أن نجاح الوزارة بتطبيق الاستراتيجية مع شركائها مرتبط بدرجة رئيسية بمدى إشراك الشباب وتفعيل دورهم على أرض الواقع، والأهم من ذلك الانصات لهم وتوفير البيئات والمساحات الحاضنة للإبداع والطاقات وتوفير بيئة آمنة يشعر من خلالها الشباب بالانتماء الحقيقي للدولة والمجتمع والوطن.
ولفت إلى أن آخر الدراسات والمسوحات المرتبطة بالشباب تفيد بأن أحد أكبر التحديات التي تواجههم هي حالة عدم اليقين والشعور بغياب الأفق على مستوى شخصي واقتصادي وسياسي، وهي حالة قاسية صعبة يرفدها ضعف الاندماج السياسي والادماج الاقتصادي وتعزز لديهم مشاعر الاحباط واليأس والرغبة في الهجرة والخلاص الفردي وتنمي ظواهر سلبية وخطيرة.
وتابع "ومع ذلك فمن يتابع الشباب الأردني ومبادراته وآرائه وتفاعلاته يدرك أننا امام جيل وقيادات صاعدة لا يعرفون المستحيل ولا الاستسلام وهم من سيحمل مشاعل التقدم والحرية والعدالة في الوطن".
وأكد ابورمان أن ما يعزز ويساعد على تطوير هذه الروح الشبابية الوثابة والفاعلة هو وجود إدراك وتحفيز من قبل جلالة الملك وسمو ولي العهد إذ يقومان باستمرار وبإرادة جلية على دعم الشباب الأردني والعمل معهم على مجابهة التحديات وترسيم طريق المستقبل، لافتاً إلى أن هناك قناعة راسخة بأن ملف الشباب يحتل موقع الصدارة في سلم أولويات جلالة الملك والدولة والحكومة بهدف تمكينهم ومساعدتهم على صناعة غد أفضل.
واستمع رئيس الوزراء إلى عرض من الشباب المشاركين في إعداد الاستراتيجية الذين توزعوا في سبع مجموعات تمثل محاور الاستراتيجية حيث قدمت كل مجموعة إيجازاً حول كل محور من محاورها.