مدار الساعة - ياسين القيسي - وصف وزير الخارجية الأسبق مروان المعشر الجانب الاقتصادي من صفقة القرن والذي أعلن عنه بـ"المسخرة"، فيما شدد وزير الاعلام الاسبق طاهر العدوان على ان طرح فكرة منح الاردن والضفة الغربية ولبنان ومصر 50 مليارا على مدار عشر سنوات، معظمها قروض والباقي من القطاع الخاص فيها استخفاف بالعقول
وقال المعشر، في حوارمفتوح، تابعته "مدار الساعة" اقيم مساء السبت في منتدى الفحيص الثقافي، تحت عنوان "الأردن وصفقة القرن" وشارك فيه وزير الاعلام الاسبق طاهر العدوان، الشق الاقتصادي من الصفقة هو بالفعل مسخرة، 50 مليارا على مدار عشر سنوات.. لما نحسبها نجد ان حصة الأردن أقل بكثير مما تعطيه الولايات المتحدة اليوم دون حاجة للصفقة".
وشدد على أنه بالرغم من عدم الاعلان عن الصفقة السياسية إلا أن هنالك إجراءات اتخذت من قبل الادارة الاميركية خلال السنتين الماضيتين ما يؤشر إلى ملامح الصفقة حتى دون اعلان.
من الملامح التي أشّر إليها المعشر، محاولة سحب القدس واللاجئين من المفاوضات النهائية، حيث سحب الادارة الاميركية سفارتها إلى القدس وأوقف مساعداتها للاونروا.
وأيضاً: لا تفكيك لمعظم المستوطنات، لا دولة فلسطينية (ما في حل دولتين) غور الاردن يبقى تحت السيطرة الاسرائيلية.
ورأى أن الولايات المتحدة واسرائيل ترغبان في إعطاء تلك الأجزاء التي لا تريدانها من الضفة الغربية إلى الاردن بأي شكل من الاشكال وهنا خطورة الصفقة على الأردن.
وأشار المعشر في الحوار الذي تابعته مدار الساعة، إلى أن الاردن أعطى انطباعات مختلفة عن هذه الصفقة.
واستدرك المعشر "بلا شك ان الاردن واعٍ تماما إلى أن هذه الصفقة تمثل تهديدا وجوديا، وجلالة الملك كان واضحا في هذا الكلام".. إلا "أننا ذهبنا في المقابل إلى ورشة البحرين وأنا كنت أتمنى ألا نذهب".
وشدد المعشر على ان سبب الذهاب إلى ورشة البحرين "واضحاً وهو الضغط الاميركي".
واستهجن المعشر القول بإن الذهاب إلى المنامة كان "لنستمع"، مشبها ذلك بقول أحدهم له "ما في داعي تدخل الخمّارة حتى تعرف شو بصير جوّا".
المعشر تطرق إلى انطباعات بأننا في تحالفنا مع أميركا أو صداقتنا لها غير قادرين على رفض اي طلب اميركي، وقال "هذا غير صحيح"، مدللاً على ذلك بقوله "التاريخ يثبت ذلك".
وأضاف "نحن نتذكر حرب الخليج في التسعين ووقتها كان الضغط الأميركي للدخول في التحالف معه في أوجه".
واستدرك المعشر "مش بس هيك والاعتبارات الاقتصادية لو دخلنا في هذا التحالف لكان الاردن اليوم بلا دين مثل ما صار مع مصر حيث تم شطب كامل الديون المصرية ولكانت المساعدات الخليجية صارت اربعة أضعاف إلا انه بسبب التهديد الوجودي للأردن أخذ الملك حسين قرارا بعدم الذهاب رغم كل الضغوط الاميركية".
والمثال الثاني الذي ضربه المعشر، قضية خالد مشعل وقال "إن الاردن هدد بالغاء كل الاتفاقية (السلام) مع اسرائيل بسبب خالد مشعل الذي لم يكن الأردن يكنّ له الصداقة بشكل حميمي بأي شكل من الأشكال"، وهذا يعني اننا لسنا دولة تابعة غير قادرة على رفض الطلب الاميركي.
وأشار المعشر إلى "كلام متداول" بأن الادارة الاميركية سوف تقطع المساعدات عن الأردن إذا رفضنا الدخول في الصفقة، وهو الامر الذي أكد عدم صحته، وقال "صحيح انه في التسعين انقطعت عنا المساعدات ولكن وقتها كان الاردن في وضع أن كل مؤسسات الادارة الأميركية من كونغرس وصحافة وجماعات اللوبي والشعب الاميركي ضد الاردن في قراره عدم الدخول في حرب".
واستدرك المعشر في الحوار الذي تابعته "مدار الساعة" أن "هذا الكلام اليوم غير صحيح.. اليوم اذا كان البيت الابيض ضد الموقف الأردني. فان كل الكونغرس معانا وهو المسؤول عن اعطاء المساعدات.. فلا يستطيع الرئيس الاميركي قطع المساعدات اذا لم يوافق الكونغرس على هذا الكلام".
وشدد المعشر على أنه حتى داخل مؤسسات الادارة الاميركية باستثناء البيت الابيض وربما وزارة الخارجية باقي المؤسسات مع الأردن".
ما الذي يمكن عمله أردنياً
وقال المعشر "أعتقد أن حل الدولتين مات بوجود الصفقة أو بعدمها"، فلا "الادارة الاميركية او اسرائيل او الوضع الديمغرافي على الأرض يسمح باقامة حل الدولتين"، إضافة إلى ان الجيل الجديد من الفلسطينيين لا يرغبون بحل الدولتين".
وقال "إذا سألنا الجيل الجديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية بيحكولك ايش الدولة التي بتعطونا اياها.. بتعطونا دولة بلا القدس وبلا سيادة وبلا غور الاردن".
ورأى المعشر ان الوقت حان لمقاربة أردنية جديدة مع إسرائيل.
وقال "ما زلنا نعامل اسرائيل على انها جادة في موضوع حل الدولتين وقد اثبتوا انهم لا يريدون ذلك".
وشدد المعشر في الحوار الذي تابعته "مدار الساعة" بقوله "بدنا نحول المقاربة، وهو تحويل له عناصر عديدة"، وهي: دعم بقاء الفلسطينيين على ارضهم ماديا ومعنويا.. وهي المقاربة التي يجب ان تحصل اردنيا وعربيا واذا العرب ما بدهم على الاقل من واجبنا ان ندعم ذلك حتى لا يتم حل النزاع على حسابنا.
العنصر الثاني: الانتهاء من التقارب مع اسرائيل، وقال "احنا بنعامل اسرائيل كأنها دولة شبه صديقة".
وتطرق إلى اتفاقية الغاز وقال "مش بس ليس لها معنى اقتصادي وكذلك ليس لها معنى سياسي"، وتساءل المعشر "كيف اربط حالي مع دولة لـ 15 سنة وانا بعرف انها بتعمل ضدي".
العنصر الثالث، تحصين الوضع والجبهة الداخلية، وقال "هي اسطوانة مشروخة تحدثنا بها كثيرا دون تنفيذ ذلك ولكن اليوم لا اميركا ولا دول الخليج نفسهم معنا واصبح من الضرورة الالتفات الى الجبهة الداخلية".
وقال إن الاردن اكبر المتأثرين من الصفقة وباضعاف عن بقية الدول العربية لاعتبارات الخصوصية الاردنية الفلسطينية.
وقال العدوان إن طرح فكرة منح الاردن والضفة الغربية ولبنان ومصر 50 مليارا على مدار عشر سنوات، معظمها قروض والباقي من القطاع الخاص فيها استخفاف بالعقول، لان ما تخطط له الادارة الاميركية بالتنسيق مع نتنياهو هو شطب القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وأكد العدوان ان الشعب الفلسطيني تعلم كثيرا من دروس السنوات الماضية، لهذا فهو الذي سوف يسقط صفقة القرن مثلما اسقط مؤامرات تعرض لها سابقا.
وأوضح ان اكثر قضية تؤرق القادة الاسرائيليين هي القضية الديمغرافيا حيث يوجد ستة ملايين فلسطيني على أرض فلسطين، ولا يمكن لكل قوة العالم أن تزحزحهم عن ارضهم.