انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الزيود يكتب: نستحق أكثر يا معالي الوزير

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/28 الساعة 18:33
حجم الخط

كتب : محمد عبدالكريم الزيود

يخرج علينا وزير التخطيط ويطل على الشعب الأردني "المسخمط" بكل "تعالي" وتكبّر ليهدد: أن الحكومة لن ترفع الأسعار ولن تفرض الضرائب ما دام المواطنون ملتزمين بأداء واجباتهم ..!!! .. لغة تشبه لغة معلم في الصف الخامس يهدد طلابه، لا تحمل أدنى معاني الاحترام أو الأدب في مخاطبة الناس.

لا عليك يا معالي الوزير، نستحق أكثر من ذلك، عندما صعد أمثالك على حين غفلة كراسي السلطة، وتحكموا برقاب العباد، عندما باعونا الوهم وأطعمونا الهوان ورهنوا مستقبلنا بمليارات الديون، وباعوا كل أصول الدولة بإسم الخصخصة .. نستحق أكثر يا عبقري التخطيط أنت ومن سبقك، عندما تحوّل التخطيط إلى برزنتيشن في قاعات الفنادق والناس تغرق في الفقر، والبطالة ترتفع، وأنتم أصبحتم سماسرة للبنك للدولي وعرابين للقروض ووسطاء لبيع المشاريع الناجحة.

نستحق أكثر يا معالي الوزير، يا خريج هارفرد ، يا مصدر خيبتنا أنت وغيرك ممن ينظر للناس أنهم مجرد أرقام في تقارير المنظمات الدولية، يا من تعرف واشنطن ولندن وجامعاتها ومراكز بحثها، ولكن لا تعرف قرى بلدنا، ولم تغبّر حذاءك بترابها، ولم تمش في طرقها، ولم تعرف مراكزها الصحية الفارغة من كل شيء، ولم تعرف صفوف مدارسها الآئلة للسقوط ..

نعم يا معالي الوزير، قمنا كمواطنين بواجباتنا، وربطنا على بطوننا حجرين من الجوع، وسكتنا عن حقوقنا وقلنا البلد تمرّ بضائقة، ورضينا بأقل الخدمات مراعاة لظروف الدولة، ماذا كانت النتيجة؛ اكتب عندك؛ رفع للأسعار بلا مبرر، وتآكل للرواتب، إستخفاف بعقول الناس وأنتم حولتم الحكومة كازية لبيع البنزين، إذلال للمواطن عندما يراجع دائرة حكومية فيصبح بين سوط الموظف المتنمر أو بين (...) لينهي رحلة عذاب نهاره وهو يركض بين المكاتب، فساد يتراكم ويصعد ويكبر كل يوم وبلا حساب.. هذا نتيجة قيامنا بواجباتنا.

دعني أسألك؛ أين واجباتكم أنتم الوزراء، والحكومة خادمة الشعب، أين الخدمات الحكومية التي تحفظ كرامة المواطن، أين الخدمات التي نلمسها في الشارع وفي المدرسة وفي المستشفى، أين الخطط التي رسمتها وعرضتها في الفنادق أمام الدولة المانحة والمنظمات الدولية، أين الضرائب التي ندفعها لك وللحكومة ولا نجني إلا الخواء والتسويف والمماطلة.

كان حريا بك يا معالي الوزير أن تتواضع قليلا، وتخاطب الناس بلهجتهم البسيطة (...)، ولعلمك الناس ملّت الكلام والوعود ، ولم تعد تأبه بالطارئين..

ستغادر منصبك قريبا إلى منصب أكبر أو سفير أو رئيس مجلس إدارة ، أما نحن المواطنين الملتزمين بحب البلد الملتزمين بواجباتنا والسائرين الحيط الحيط ، ليس لنا إلا أن نضع على جرحنا الملح ونبلع وجعنا ونشكوا الله أن يخلصنا منكم فالشكوى لغير الله مذلّة..
حمى الله الوطن المبتلى.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/28 الساعة 18:33