أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

جسور مشاة.. مكاره صحية تفتقد للصيانة

مدار الساعة,مقالات مختارة,مديرية الأمن العام,أمانة عمان الكبرى,أمانة عمان,الأمن العام
مدار الساعة ـ
حجم الخط

الكاتب: محمود الخطاطبة

عندما يعزف الكثير من المواطنين عن استخدام جسور المشاة، المنتشرة بمختلف مناطق العاصمة، فهذا يدل بما لا يدع مجالًا للشك بأن هناك سببا رئيسا أو مشكلة ما، تدفع مواطنين إلى رفض استخدام تلك الجسور، التي تنشئها أمانة عمان الكبرى، بُعيد تنفيذ دراسة تحدد على إثرها المواقع الحساسة والخطرة، وتلك القريبة من المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية وأماكن العبادة، فضلًا عن سعة الشارع وسرعة المركبات وحركتها، وذلك لتحقيق هدف سام وهو الحفاظ على سلامة المواطنين.

ولا شك أن هناك العديد من جسور المشاة، سواء أكانت خرسانية أم معدنية، بعضها بحاجة إلى إعادة تأهيل والبعض الآخر بحاجة إلى صيانة دورية، وخصوصًا في أوقات معينة كفصل الشتاء وأن بعضها مضى عليه أعوام من غير صيانة، بينما جسور أخرى تُعاني من تشققات قد تؤثر سلبًا على تحقيق الهدف الرئيس من إنشائها ألا وهو ضمان حياة وسلامة المواطن.

تخصص أمانة عمان سنويًا، مبلغ نصف مليون دينار لتنفيذ ما بين 8 و10 جسور مشاة.. لكنها يبدو وللأسف وكأنها لا تخصص مبالغ مالية لصيانتها أو إعادة تأهيلها، أو حتى تنظيفها على الوجه الصحيح. وإذا وجدت تلك المبالغ، فإنها تكون محدودة لا تفي بالغرض المطلوب لتحقيق الهدف المنشود، الذي وُجدت من أجله.

ورغم وجود نحو 125 جسر مشاة، خرسانيا ومعدنيا، بالإضافة إلى 9 أنفاق، إلا أن حوادث المرور ما تزال مستمرة، حيث تظهر دراسة لمديرية الأمن العام بأن المملكة تشهد وقوع حادث سير كل 3.75 دقيقة، بينما يقع 11 حادث دهس كل 24 ساعة، وكل 30 دقيقة يصاب شخص، في حين يتوفى شخص كل 13 ساعة، نتيجة حوادث المرور.

على مسؤولي أمانة عمان الإجابة عن السؤال التالي: لماذا يعزف الكثير من المواطنين عن استخدام جسور المشاة؟ ، مع أنها وجدت بالأصل للحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين والتقليل قدر الإمكان من الحوادث المرورية، والتنقل بأمان بين جانبي الشارع.

فهناك شهادات من مواطنين تؤكد أن العديد من جسور المشاة في العاصمة، أصبحت مكانًا يجمع الخارجين على القانون، تكون شبه مرتع لهم لممارسات تلفظها الإنسانية والأخلاق وحتى القانون، ناهيك عما يتلفظون به من ألفاظ غير مهذبة تخدش الحياء العام، فما الذي يجبر امرأة أو طالبة جامعية أو فتاة، عند استخدام تلك الجسور، على سماع ألفاظ نابية غير أخلاقية أو التعرض لإيحاءات أو إشارات هي في غنى عنها.

كما أن بعض الجسور تكون مكانًا لتجمع النفايات والقاذورات، مع ما يسببه ذلك من انتشار أمراض أو أوبئة، تؤثر حتمًا على صحة المواطن، ومن قبل على البيئة بالإضافة إلى أن بعضها يكون، وخصوصًا في فصل الشتاء، مكانًا لتجمع مياه الأمطار، وما تسببه تلك المياه من صعوبة في اجتياز تلك الجسور للعبور إلى الطرف الآخر من الشارع.

إضافة إلى سبب رئيس، يدفع مواطنين إلى عدم استخدام الجسور، حفاظًا على سلامتهم، يتمحور في تآكل بعض هذه الجسور أو تشققها أو تصدعها، ما يدل على أنها بحاجة إلى إعادة تأهيل، كونها متهالكة، أو على الأقل صيانة دورية.. ناهيك عن أسباب أخرى، قد تكون غير منطقية، كبعد المسافة أو ارتفاع الجسر، وإن كان الكثير عندهم فوبيا من الأماكن العالية.

نقطة أخيرة، يجب علينا أن نعترف بأن هناك مواطنين ليس لديهم ثقافة كافية بأهمية جسور المشاة ودورها في توفير الحماية لهم.. فبديل الجسور خطر ومجازفة.

الغد

مدار الساعة ـ