مدار الساعة - لم يدرْ بخلد المرأة الانكليزية الأنيقة التي تحمّل همّ الدفاع عن المناخ، أنّ وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مارك فيلد سيحكم قبضته على عنقها ويقودها كما يُقاد المجرمون إلى خارج قاعة غصّت بالسياسيين والمصرفيين داخل منزل عمدة لندن.
وكان العشرات من ناشطي منظمة السلام الأخضر المدافعين عن البيئة، دخلوا القاعة بهدف لفت الانتباه إلى قضية التغير المناخي والمخاطر التي تتهدد العالم جرّاءها.
ورصدت كاميرات التصوير ناشطة، وهي ترتدي، كما نظيراتها، رداء أحمر اللون، وحاولت أن تتوجه إلى المنصّة فكان أن مرّت بجانب وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، وإذ به يهب كـ"النمر" وينقض ممسكاً بها من عنقها ويدفعها دفعاً ليخرجها من القاعة وهي تقول بصوت يكاد لا يسمع: "إنه احتجاج سلمي"، غير أن الوزير تابع مهمته كـ"وزير للشؤون الخارجية" وأخرج المرأة من القاعة!!.
وكما كان متوقعاً، فقد علّقت رئيس الحكومة البريطانية تيريزا ماي عضوية الوزير فيلد، في انتظار التحقيق، وقالت المتحدثة باسم ماي: "لقد شاهدت رئيسة الوزراء اللقطات ووجدتها تثير القلق الشديد".
الفيديو "الأكشن" للوزير "النمر" انتشر في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، فيما طالب أعضاء في مجلس العموم باستقالة فيلد الذي قدم عبر بيان اعتذاره عن ما اقترفته يداه، وقال إنه "أحال نفسه" إلى التحقيق في مجلس الوزراء.
واعتبر المحلل السياسي أندريه بيكاتوف أن "ما قام به الوزير فيلد، يعدُّ ضربة قاسمة لمستقبله السياسي"، مشيراً إلى أن الوزير فيلد هو أحد قيادات حزب المحافظين.
وتابع بيكاتوف في تصريح لـ"": بالقول: "يمكن قراءة ما حصل مع الوزير على اعتباره أنه تعبير عن مدى الضغط النفسي الذي عاني منه حالياً حزب المحافظين والحكومة المستقيلة على حد سواء". يورو