مدار الساعة - عبد الله اليماني - أشاد القائم بالأعمال السوري في الأردن الدكتور أيمن علوش بتطور العلاقات الثنائية الأردنية السورية، خلال عملة كسفير لبلاده لدى البلاط الملكي. كاشفا أن مدة عمله في الأردن انتهت. وسيعود نهاية الشهر المقبل إلى سورية، تاركا خلفه إرثا طيبا وأرضية صلبة خصبة وعلاقات متينة بنيت على أساس الاحترام المتبادل في ظل ظروف دقيقة وصعبة للغاية مكونة من محبي سورية من أبناء الشعب الأردني . وعلاقات رسمية جيدة.
وفيما يلي حوار علوش ومدار الساعة:
علوش قال: لقد قابلت الملك عبدالله الثاني في مناسبات بروتوكولية ولم تكن هناك فرصة سانحة لأكثر من عبارات مجاملة. وهناك نوايا طيبة لدى معظم الأردنيين، ونحن نلقى التعامل الجيد من معظم مؤسسات الدولة الرسمية، ولا تواجهنا التعقيدات إلا من تلك الشخصيات التي ترتبط بمشروع خارجي ولا تريد الخير للأردن وسورية. وأمريكا تقف خلف كل مساعي شريرة في العالم، وطبيعي أن تكون لها إرادة غير خيّرة تجاه العلاقات بين الشعبين والبلدين. وان تعقيدات الوضع في المنطقة في ظل الهيمنة الأمريكية والعمالة الخارجية قد تفرض خيارات مختلفة.
وأضاف : إنني أؤمن أن العلاقات بين البلدين يجب أن تكون أكبر من زاوية السياسة، وأن تكون استجابة للإرادة الشعبية ولمصالح الدولتين. مشددا أن تكون العلاقات بين البلدين أكبر من (سايكس - بيكو). وأعمق من التدخلات الخارجية. مضيفا وهي حقيقة تاريخية وجغرافية وحضارية وثقافية يجب الدفاع عنها كل الوقت.
وقال: إن علاقات البلدين هي ضمن إطار الممكن بسبب سياسات الزعرنه الأمريكية والتخاذل العربي . وقد أصبت في كلّ ما تقبله المواطن السوري بحب، وأخطأت في أي تقصير غير مقصود تمت ملاحظته. موضحا : أن سورية ساكنة في قلب كل مواطن أردني، ومحبة السوريين كبيرة أيضاً في نفوسهم وقلوبهم. موضحا أن الملحق التجاري الأمريكي ما زال يمارس (الاعتقال في الأردن). كاشفا أن هذا الملحق قد هدد كل من يتعامل مع سورية ، فاعتقل بذلك كل مصالح المواطنين والتجار الذين يؤمنون أن خير الأردن من خير سورية، وبالعكس.
وقال علوش : إن توقيف بعض المواطنين الأردنيين في سورية لدواعٍ أمنية. وتكمن الأهمية ليس في توقيفهم. بل في تسليط الأضواء على توقيفهم بطريقة سيئة. ولست مطلعاً على عددهم. مشيرا إلى أن الجميع يعرف أعداد الأردنيين الذين انضموا إلى الجماعات الإرهابية خلال سنوات الحرب على سورية . موضحا : من الطبيعي أن يكون لدى سورية هواجس أمنية. خاصة وأن المؤامرة ما زالت مستمرة عليها.
وقال علوش : إن إثارة موضوع الموقوفين الأردنيين في سورية مبالغ فيه، والقصد منه أن يقول: أعداء العلاقة السورية بأن سبب تعطيل العلاقة هو موضوع الموقوفين في سورية. وذلك لإخفاء السبب الحقيقي في ذلك والمتمثل في إملاءات الملحق التجاري الأمريكي . فإذا كان الملحق التجاري يعطي تعليماته للمؤسسات التجارية والصناعية بعدم التعامل مع سورية ويهدد كل من يتعامل منهم، فكيف هو الحال بالنسبة للوضع السياسي؟ هذا السؤال بعهدة وزارة الخارجية الأردنية وتقديرها لمستوى التمثيل الذي تريده مع سورية.
وشدد علوش : أن محبة السوري لأخيه الأردني كبيرة وما يجمعه التاريخ والجغرافية والثقافة لا يمكن أن يفرقه شيء. أما بخصوص المراجعة التي تحصل في حالات محدودة جداً . فهذا أمر طبيعي في ظل الهاجس الأمني الذي يجب أن يعتبر أولوية في البلدين. موضحا : نحن لا نسلط الضوء على استدعاء ما يتعرض له الكثير من السوريين للمراجعة في الأردن . لأننا نضعها في إطار أمن الأردن . الذي نحرص عليه كحرصنا على بلدنا سورية.
وأضاف: أما ادعاء البعض بان الأردنيين يتعرضون إلى مضايقات في سورية. فهذا مضحك، فالمواطن السوري تعوّد على استقبال أخيه العربي بكل ترحاب. فكيف إذا كان هذا العربي الجار الأول.
وأوضح : أن هناك دائماً مساعي طيبة وقد أثمرت العلاقات الطيبة في التوصل إلى نهايات جيدة. في إطلاق سراح بعضهم. وما زالت الجهود مستمرة. وكما قال الرئيس بشار الأسد: إن سورية سامحت أبناءها الذين أخطأوا بحقها. منوها أن هناك أشخاصاً مأجورين. ما زالت مهمتهم مستمرة للحؤول دون أي تقارب بين البلدين والشعبين. وهم جزء من المؤامرة على سورية.
وقال علوش : أن رسالتي لأبناء شعبي أن (سايكس - بيكو) لا تصنع حدوداً، وما وحدهم التاريخ والجغرافيا لا يفرقهم شيء. مبينا انه سينقل إلى سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد ما يؤمن به واذكر بأن محبة سورية في قلوب الأردنيين كبيرة . وسأعود إلى دمشق محملاً بحب الأردنيين لأخوتهم في سورية. وهذه المحبة هي عامل قوة لا يستهان به لتحصين كراماتنا واستعادة حقوقنا.
وأضاف: أما بالنسبة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين فالحقيقة الجغرافية تقول: أنه يجب أن تكون في أحسن حالاتها. وليس فقط إلى وضعها قبل الحرب على سورية. موضحا: أن الأرقام الحالية خجولة وهي تعكس طبيعة المؤامرة التي يتم ممارستها على سورية والأردن. لتعطيل تطور العلاقات بين البلدين، فالمقصود ليس فقط سورية بل الأردن أيضاً. فخسائر الأردن خلال السنوات الماضية كبيرة جدا . وهي عملية مقصودة لتضييق الخناق الاقتصادي على الأردن.
وحول رسوم الشاحنات الأردنية قال : هناك عدد من النقاط التي تحتاج إلى معالجة بين البلدين. وعندما تكون هناك نوايا طيبة يمكن تذليل المصاعب فوراً. مشددا : المهم أن يكون الملحق التجاري الأمريكي خارج معادلة العلاقة السورية الأردنية.
وقال علوش: السفارة السورية، متعاونة وهذا ما نسمعه من المعنيين في الخارجية الأردنية. وفي النهاية ، نحن نمثّل مصالح بلدنا . وطبيعي أن يكون لدينا إجراءاتنا . والسفير هو من يعمل على توطيد العلاقة بين البلدين، ويدرك أهمية هذه العلاقة، وهذه حقيقة يؤمن بها معظم السوريين والأردنيين.
وأوضح علوش : لقد كان لانتصارات الجيش العربي السوري وقعَها على كل مكان، وكنّا دائماً نستمد القوة من الانتصارات، ومن معركة تعافي سورية. وعودة الود بين أبناء الشعب السوري. منوها بقوله: نحن وصلنا إلى وضع أفضل. وكل ذلك بفضل التغيرات على الأرض السورية.
وقال علوش: صفقة القرن، صفقة أنظمة عميلة تريد من خلال عملية التعرّي التي تمارسها تمكين نفسها على شعوبها. مشدداً على أن التاريخ يقول: أن الحق لا يموت إذا كان ورائه مطالب. ونحن نؤمن إيماناً قاطعاً بأن فلسطين عربية وستبقى عربية. وأي احتلال سيأتي إلى نهاية مهما طال زمنه ، طالما أن هناك مطالب بالحق والأرض.
هل سوريا ستقوم بتجنيس الفلسطينيين على اراضيها جراء هذه الصفقة
اعتبر علوش أن تجنيس الفلسطينيين في البلدان التي يتواجدون فيها عملية خيانة للقضية الفلسطينية. وسورية لم ولن تغير مبادئها تجاه القضية الفلسطينية. وقد ضحّت من أجل ذلك موقفها.
وأضاف أن من صمد ضد إرهاب استثمرت به دول عظمى طيلة هذه الفترة لا يكترث بالحصار. ومن يزور سورية بهذه الفترة يرى كيف تحول المواطنون إلى جنود حقيقيين في طريقة تعاملهم مع الحصار. مبينا : أن المواطن السوري يكترث لكرامته وحريته فقط، والباقي هو تفاصيل. ومن دافع عن سورية بالشهداء والدم، يستطيع الدفاع عنها بالمعدة، وسندافع بكل الوسائل.
وقال علوش : إن من يلتزم بفرض الحصار الأمريكي على سورية كلّ فاقد لسيادته. خاصة وانه إرادة أمريكية. ومن أراد أن يختبر حريته؛ فليسأل نفسه عن مدى التزامه بالاملاءات الأمريكية التي تنتهك سيادة الدول وقوانينها.
وأوضح : أن الدول المتامره على سورية تحاول خلق الظروف التي تعيق عودة المواطنين السوريين إلى أراضيهم بطرق مختلفة. فهي لا تريد الاعتراف بخسارتها في سورية. وسوف تستمر في محاولاتها. والرد عليها يأتي بتطور الجهود الحكومية، سواء بالقرارات أو السياسات، التي تذلل الصعوبات وتطمئنهم بأن بناء سورية يحتاج إلى تضافر جهود السوريين كافة.
وأشار: هناك فرق كبير بين المعارض والعميل، فمن خان وطنه وتعامل مع الأجنبي لتدميره. لا يمكن أن يصنف كمعارض. واعتقد أن نهايات هؤلاء ستكون على أيدي مشغّليهم . لكي لا ينكشف أمرهم. ونتمنى أن تكون المعارضات السورية أحزاب سياسية تتنافس على تقديم الأفضل لسورية.
وقال علوش : أن جهود الدولة السورية مستمرة لتذليل المصاعب وفضح هذه المؤامرة بما يعيد سورية إلى ما يريده السوريون. منوها إلى أن هناك بالتأكيد تحديات كثيرة تحول دون عودة السوريين إلى أراضيهم. وهو كما ذكرت سابقاً مرتبط باستمرار التآمر على سورية بأدوات وطرق مختلفة.
وبين علوش : هناك إرادة كبيرة وقوية لدى السوريين بحتمية وضع اليد باليد للسير قدما بسورية نحو الأمام. وان الجرح على جسد السوري وسام يحمله معه ويتباهى به، ولولا هذا الجرح لما بقيت سورية.
وقال علوش : إن العدو الصهيوني لن يتوقف عن تسليح العصابات الإرهابية، إلا عندما تصبح الأنظمة العربية سيدة نفسها وتبتعد عن توظيف رجال الدين لإطلاق فتاوى كفر لإشغال مواطنيها بخطاب طائفي يحيدهم عن مشاكلهم الأساسية في التنمية والثقافة والتعليم ، وحقوق الإنسان.
وأشار علوش قائلا: للأسف لا يوجد شيء أسمه (ناتو عربي). وإن كنا نتمنى وجوده في وجه محتلّ للأراضي العربية. وإنما هناك دول معينة تستثمر في الإرهاب لمصلحة مشغليها، وهي ملتزمة أمام مشغليها. بتقديم إغراءات لكل من يدعمها بذلك.
وأكد : أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تريدان أن ينسى العرب شيئا اسمه الصراع العربي الإسرائيلي واستبداله بـ(الصراع السني الشيعي) . وكثير من الأنظمة العربية باتت غير قادرة على التعبير عن نفسها في وجه هذا المخطط والإملاءات خوفاً على مصالحها.
وقال علوش : أن إيقاف تصاريح نقل النفط إلى سورية هو جزء من سياسة الزعرنه التي تمارسها الولايات المتحدة في كل مكان من العالم. وهو يعكس بنفس الوقت عدم قدرة بعض الدول. على التعبير عن نفسها أو الحفاظ ، على مصالحها وصيانة سيادتها.
وحذر علوش قائلا : أن إسرائيل لن توفر دولة عربية واحدة . فهي ترسم خططها للسيطرة على كامل المنطقة. وتظن بعض الأنظمة أنها ستنجو بتعريها أمام مشغليها. ولكن عليهم أن يعلموا بأن الدور قادم إليهم. مشددا : انه في النهاية تبقى القضية الفلسطينية قضية الشعبين الفلسطيني والعربي. وهو غير معني بعهر أنظمته. مؤكدا أن إسرائيل دولة عدوّة، وكل من يتعامل مع الكيان الصهيوني حسب القانون السوري هو خائن.
وقال علوش : أن معركة تحرير كامل الأرض السورية مستمرة. وهذا ما تعهّد به السيد الرئيس والقيادة والجيش وكل مواطن سوري. منوها : أن هناك ترتيب للأولويات وخطوات مستمرة بهذا الاتجاه. بما يجعل تحقيق الهدف أقل كلفة على جيشنا وعلى المدنيين الذين أخذتهم الجماعات الإرهابية كرهائن في مناطق سيطرتها.
ونوه بأن ما يعانيه لبنان من تجاذبات كثيرة، وحرصاً منّا على سيادة لبنان؛ فإننا ننظر إليه من الخارج مع الحرص الشديد على أن يخرج من منها. ويتحرر من الاملاءات التي لا تريد الخير لا إلى لبنان ولا إلى سورية.
وقال علوش : الرئيس عون، مرحب به ويزور سورية في كل موقف وطني وقومي يُعلنه. وسورية لا تنسى من حمى المقاومة في حرب 2006، وهو حاضر معنا في كلّ كلمة طيبة قالها ويقولها.
وقال علوش : من الطبيعي أن يكون الدستور السوري موضع دراسة مستمرة للوصول إلى ما نريده لسورية. ويجب أن تبقى إرادة سورية خالصة. موضحا : ما دافعنا عنه بالأرواح لا يمكن أن نتنازل عنه بعد هذه التضحيات والانتصارات. مشيرا إلى أن ما نريده ونطمح إليه، أن يتحول الصراع إلى فجر جديد. وهذا يحتاج أن يتوقف البعض عن الاستقواء بالخارج ضد أوطانهم .
وقال علوش : لا يهمني إذا نجح نتنياهو أم سقط . كل الزعامات الإسرائيلية متشابهة في سياساتها العدوانية، فهم جميعاً يعملون لخير إسرائيل في حين تعمل بعض الأنظمة لخدمتهم.
وأضاف : لا شي غريباً في الانتخابات الأمريكية. فنسبة المثقفين في المجتمع الأمريكي قليلة جدا. وتستطيع بهذا الواقع أن تلعب اللوبيات دوراً كبيراً في توجيه الناخب إلى ما تريد . وفي النهاية ليس المهم ترامب أو غيره. موضحا : أن كل الإدارات المتعاقبة على الرئاسة الأمريكية لم تقصر في استغلالنا ونهب خيراتنا وتشويه حضارتنا وعروبتنا إسلامنا بأيادينا.
وأضاف : المهم أن نكون أسياد أنفسنا، وأن نضع مصالحنا على رأس أولوياتنا.
وقال علوش : أعتقد أننا قادمون إلى زمن يقظة الشعوب، فالشعوب العربية ليست معتادة على هذا الذل الذي تمارسه أنظمتها.