"البدوي" ما يترك وليفه
كتب: رامي المعادات
اتكأت على البداوة وقررت البعد، فهي تعلم جيدا ان "البدوي" حتى وان حدته الظروف والازمات من كل اتجاه يبقى بدوي والبدوي ما "يبوق"!.
يا عزيزتي إن حاولوا طمس الهوية، حتى وان غابت المراعي والبيوت المبنية، حتى وان تسيدت "الليبراليا" ووصفت البداوة بالتخلف والرجعية والهمجية، وإن ضاقت البلاد بالاحرار، فالبداوة ستبقى حاضرة رغم الحصار، حاضرة بقيمها التي تجري مع الدماء، لا يغرنك المظهر فالنفس هي الجوهر، ولا تلتفتي الى ربطة العنق "والهندام" ولا الى بيوت الحجر والسيارات "الهايبرد" حتى الساعة والهاتف النقال، حتى العطر الفرنسي الفاخر لا يغرنك، فإن النفوس ما زالت تسكنها "روح البدواة" والتمرد والعناد.
البدو هم مهد القصيدة واول ابياتها، عجت صحاريهم بالحب الصادق والعهد الصادق، البدو حتى وان غابت عنهم الأصايل وصهيلها، وحبست باسطبلات للخيول على جنبات الطريق للتنزه والتصوير وركوب ظهرها بثمن بخس، فلا تتعجبي لأن الواقع تغير والخيل من خيالها!.
ولأن النفس "عيت تساير هواهم" ... سأبقى هنا، فالارض ارضي والجبال والصحاري وارض "الوعر" تعرفني حتى وإن هم انكروني، سابقى يا عزيزتي "بدويا" وإن جارت على الايام، فكل شيء يباع ويشترى الا القلوب الصافية الصادقة، ورغم هذا الزحام سنلتقي يوما اليد باليد والقلوب تتراقص فرحا، "ترى ما للوليف الا وليفه".