- المرافق توفر مخزونا استراتيجيا من المشتقات النفطية لمدة تزيد عن الشهر
- المشروع الممول بمنحة من صندوق ابو ظبي للتنمية بقيمة 210 مليون دولار يأتي ضمن جهود الحكومة لضمان امن التزود بالطاقة
مدار الساعة - دشن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في منطقة الماضونة اليوم الخميس مرافق عمان الاستراتيجية للمشتقات النفطية بسعة 350 الف طن وكلفة 210 مليون دولار بتمويل من صندوق ابو ظبي للتنمية.
وستسهم هذه المرافق العائدة للشركة اللوجستية الأردنية للمرافق النفطية "جوتك" بشكل فعال في توفير مخزون استراتيجي مناسب من المشتقات النفطية للحالات الطارئة، بالإضافة الى رفع مستوى البنية التحتية للقطاع النفطي وتوفير فرص عمل منتجة للفنيين والمهنيين الأردنيين.
وتوفر المرافق مخزونا استراتيجيا احتياطيا مناسبا يكفي المملكة لمدة (34) يوما من مادة الديزل و(30) يوماً من مادة البنزين و(34) يوما لوقود الطائرات وكذلك الامر بالنسبة لزيادة قدرة تخزين المملكة من مادة الغاز البترولي المسال لتصبح ما يكفي لحوالي (16) يوما.
وخلال حفل الافتتاح الذي أقيم اليوم بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين والاعيان والنواب ومديرعام صندوق أبو ظبي للتنمية وابناء المجتمع المحلي في منطقة الماضونة اكد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أن تدشين هذا المشروع الاستراتيجي يأتي متزامنا مع احتفالات المملكة بعيد الاستقلال وعيد الجلوس الملكي العشرين ويوم الجيش وهي مناسبات عزيزة لانها تمثل أهمية ومسيرة الاستقلال.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الارن عانى وهو يعيش في منطقة ملتهبة، من موضوع الطاقة، مشيرا الى انقطاع البترول العراقي والغاز المصري في مراحل صعبة ما كبد الاقتصاد والمواطن الأردني كلفا باهضة جدا.
وأكد الرزاز أن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني المستمرة على ضرورة السعي لتحقيق أمن الطاقة الاستراتيجي للاردن، لافتا إلى أن هذا المشروع الذي يأتي ترجمة للعلاقات الأخوية والشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة يعزز من توجهنا نحو امن التزود بالطاقة.
واعرب عن شكر الشعب والحكومة الأردنية للشعب والحكومة الإماراتية على هذا التعاون الوثيق والذي يجسد العلاقة الأخوية بين جلالة الملك وسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكد رئيس الوزراء ان أهمية هذا المشروع تكمن برفع مستوى المخزون الاستراتيجي من المشتقات النفطية والغاز لمدة كافية تزيد عن الشهر حاليا وهدفنا الوصول الى مخزون استراتيجي يكفي لثلاثة شهور " وهذا مهم جدا لامننا الوطني " .
واشار الى ان تعزيز المخزون من المشتقات النفطية تعد خطوة اساسية من إستراتيجية الطاقة المتكاملة التي تهدف إلى تعزيز المنعة والتعامل مع المتغيرات في محيط صعب.
وقال رئيس الوزراء، نحن نسعى بطريقة إستراتيجية إلى معالجة كلف الطاقة على القطاعات الاقتصادية المنتجة وعلى المستهلك، لافتا إلى أن مشاريع الطاقة المتجددة تأتي ضمن هذا التوجه " وسنرى تطبيق الأجزاء المهمة من هذه الإستراتيجية خلال الفترة المقبلة ".
وحيا الرزاز السواعد الاردنية التي انشأت هذا المشروع المهم، معربا عن الشكر للشركاء من اسبانيا والمانيا على المساهمة في إنجازه ونقل المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال.
وكانت مدير عام الشركة اللوجستية للمرافق النفطية، "جوتك" المهندسة خلود المحاسنة، أكدت أن هذه المرافق تهدف إلى تأمين جزء من السعات التخزينية اللازمة للمخزون الاستراتيجي للمملكة من المشتقات النفطية.
وقالت انه ونظرا لحاجة المملكة لتأمين سعات تخزينية إستراتيجية إضافية للغاز البترولي المسال فقد تم البدء بمشروع التوسعة لاضافة ثلاثة خزانات كروية لمادة الغاز البترولي المسال لتصبح السعات التخزينية من هذه المادة 16 ألف طن في هذه المرافق، مشيرة إلى أنه سيتم تنفيذ أعمال التوسعة خلال مدة أقصاها 30 شهرا وبكلفة اجمالية تبلغ 20 مليون دينار وسيتم تمويل الجزء الاكبر منها من خلال المبلغ المتبقي من منحة دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال صندوق ابو ظبي للتنمية والبالغة 15 مليون دينار فيما ستقوم الشركة اللوجستية بتغطية المبلغ المتبقي من عوائدها التشغيلية.
وأشارت المحاسنة إلى أهمية دور الشركة اللوجستية في تحقيق المنافسة العادلة والفعالة في القطاع النفطي وبما يخدم الإقتصاد الوطني من خلال تطبيق نظام الاستخدام المفتوح المتعدد في إدارة مرافقها النفطية، لافتة الى ان " جوتك " اخذت على عاتقها تأهيل الكوادر الأردنية واستقطاب الأردنيين المغتربين المميزين العاملين في القطاع النفطي بالخارج لإدارة وتشغيل وإدامة هذه المرافق حسب أفضل ممارسات الصحة والسلامة العامة والبيئة المتبعة عالمياً.
وقدمت المحاسنة شرحاً موجزاً عن الخدمات المتكاملة التي تقدمها الشركة التي تشمل خدمات تخزين ومناولة المشتقات النفطية في مرافقها بالعقبة والماضونة، ونقل المشتقات بين المرافق عبر الانابيب والصهاريج، مؤكدة أن الشركة ستضيف إلى قائمة خدماتها مع نهاية العام خدمات تزويد الطائرات في مطارات المملكة الثلاثة وتزويد السفن بالوقود.
من جهته اكد مدير عام صندوق ابوظبي للتنمية محمد سيف السويدي على مستوى العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين بفضل توجيهات سمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة واخيه جلالة الملك عبدالله الثاني .
وقال ان الصندوق مول العديد من المشاريع التنموية تمويل مشروع بناء السعات التخزينية للمشتقات النفطية بقيمة 210 مليون دولار جاء في اطار منحة دولة الامارات العربية المتحدة للاردن عام 2013 البالغة 250ر1 مليار دولار، لافتا الى ان الصندوق مول العديد من المشروعات التنموية في قطاعات البنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية والمياه والطاقة .
واكد ان دولة الامارات العربية المتحدة تدعم توجهات الاشقاء في الاردن لتنفيذ الخطط التنموية الهادفة الى تحفيز النشاط الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تمويل العديد من المشروعات ذات الاولوية للحكومة الاردنية .
وتجول رئيس الوزراء في مرافق المشروع البالغ مساحته (400) دونم حيث عبّر عن إعجابه بالمستوى التقني المتطور لهذه المرافق التي تم بنائها حسب أفضل المعايير المتعارف عليها في قطاع النفط والغاز، مؤكدا أهمية ضمان تشغيل هذه المرافق وإدامتها ضمن أفضل الممارسات العالمية في الصحة والسلامة والبيئة.
واكدت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة هالة زواتي في تصريح صحفي، ان المشروع يعد صرحا وطنيا يوفر سعات تخزينية للمشتقات النفطية (الديزل، البنزين، وقود الطائرات) ما يعزز أمن التزود بالطاقة في المملكة ضمن الاستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة التي تعمل وزارة الطاقة والثروة المعدنية بالتعاون مع شركاء القطاع على تنفيذها لتوفير الاستقرار في سوق المشتقات النفطية وضمان امن التزود بالوقود تفاديا لاي انقطاعات تنجم عن ظروف قاهرة وخفض التكاليف وتعزيز كفاءة الاستخدام للطاقة وتوفير المزيد من فرص العمل.
ومن الجدير بالذكر ان الشركة اللوجستية "جوتك" تأسست في شهر آب 2015 بموجب قرار مجلس الوزراء على أن تكون شركة مساهمة خاصة مملوكة بالكامل للحكومة الأردنية.
وجاء تأسيس الشركة تنفيذاً للبرنامج التنفيذي لإعادة هيكلة القطاع النفطي، وإسهاماً في تحقيق اهداف استراتيجية الطاقة الوطنية في الاردن من خلال تشجيع المنافسة في القطاع النفطي، وضمان أمن التزود بالمشتقات النفطية في حالات الطوارئ.
وتعمل "جوتك" على أسس تجارية وربحية بحيث لا تشكل عبئاً على الخزينة، وتقوم بإدارة وتشغيل مرافقها المتطورة بكفاءة ووفقاً لأفضل الممارسات العالمية المتبعة في صناعة النفط والغاز، وقد بدأت الشركة التشغيل التجاري الكامل مع مطلع هذا العام.
يذكر ان حكومة دولة الامارات العربية ومن خلال صندوق ابو ظبي للتنمية كانت قد ساهمت بتمويل مشروع ميناء الغاز البترولي المسال في العقبة وبقيمة 32.5مليون دولار والذي بدأ تشغيله اعتبارا من الاول من آذار 2015، وكذلك مشروع الطاقة الشمسية "الخلايا الشمسية" في القويرة وبقيمة 150 مليون دولار وبحجم حوالي 100 ميجا وات والذي تم افتتاحه في عام 2018.