مدار الساعة - نهار ابو الليل - يقف المرء أمام تقرير مجلة “إيكونوميست” في عددها الأخير - الذي قالت فيه إن القيادة الأردنية تتعرض للضغوط من قبل الحلفاء، وأن هناك مشاكل داخلية - رافضا له شكلاً وموضوعاً.
أما من حيث الشكل، فيتعلق بالكثير من الأسئلة منها: ما الذي دفع المجلة لكتابة تقريرها؟ وهل هو إعلان مدفوع الاجر وليس تقريراً صحفياً؟ من موّل؟ ومن أمر؟
أما من حيث الموضوع، فإن التقرير وضع معلومات دائماً ما تحدثت عنها القيادة الأردنية، سوى أن الإيكونوميست وضعتها في سياقات مريبة.
لقد كتب التقرير على اعتبار أنه جاء بجديد، لهذا أخذ - لمن أراد التصيّد - منحنى، وكأن المصاعب على الأبواب. أما المتابعون فيدركون أن لا جديد، فتصريحات الملك عبدالله الثاني منذ أشهر تحدثت عن الضغوط، كما أن التصريحات الملكية دأبت على مطالبة الحكومات التخفيف من الضغوط الداخلية على المواطنين. فما الجديد إذن في تقرير "إيكونوميست"؟
لا جديد. سوى محاولة وضع معلومة الضغوط، والمشاكل الداخلية في سياقات كان يراد منها أن هناك جديداً.
لقد كانت التصريحات الملكية شفافة حول صفقة القرن، وهي تخاطب الأردنيين. نعم هناك ضغوط، فشعر الأردنيون بالفخر، وصفقوا لملكهم، وهم يسمعون رأسهم يقول: لا للتوطين، لا للوطن البديل، ولا لن نوافق على عروض مالية بمليارات ومليارات.
هنا صفق الأردنيون للمرة الألف، فلم فهم البعض تصريحات "إيكونوميست" على أنها سبق صحفي ضخم.
ليس جديدا شعور الأردنيين بالفخر وهم يرون ويسمعون المواقف السياسية للملك ووضعه الوصاية الهاشمية على القدس موضع القداسة، ورفضه بالمطلق لكل ما تسرب عن صفقة القرن، كما أنهم حانقون على حكوماتهم، وهو ما يؤكده الملك أيضا على الدوام.
بهذا، فإن الجديد الذي أتت به مجلة "إيكونوميست" أنها ناطقة بالافرنجي، وثانيا، لأن هناك من يريد أن يتصيد، وثالثا، لأن البعض قرأ تقرير المجلة من عين الراغب بالتصديق.
أما الحق فما يلي:
الاردن قرر مبكراً: القدس خط أحمر، وصفقة القرن مرفوضة.
أما عن حلفاء المملكة فقد تموضع الأردن في منطقة اعاد هو فيها انتشاره، انسجاماً مع كل مواقفه السياسية.
إذن! ما الجديد؟
لا جديد.