مدار الساعة - نهار ابو الليل - ما زالت الأخبار القادمة من سوريا مزعجة حيناً ومؤسفة حيناً ومحزنة دائماً. وما زالت الطوابير على الحدود هي الاخرى.
لم ننته بعد من حكايات وقصص الاعتقالات التي تعزض لها اردنيون ما زالرا خلف قضبان المجهول لدى النظام السوري؛ حتى فوجئنا هذه المرة بقصة مختلفة.
أردنيان اثنان يتعرضان للاختطاف على يد جهات مجهولة في سوريا.
ما زال مناصرو النظام السوري يصرون على أن الحرب في سوريا لم تعد مبرراً مقنعاً لئلا يقوم السياح الأردنيون بزيارة الشام.
وما زالت الأرض السورية تؤكد للاردنيين دوما أنها رمال متحركة فيها ما فيها من أدغال مجهولة يضيع فيها العارفون، فكيف هو حال الزائرين!
ربما يحمل المغامر أجزاءً من المسؤولية في حال تعرض لطارئ في بلد ما زال يحترق، لكن جزءاً مهماً من المسؤولية منوط بالحكومة الأردنية التي تدرك جيداً ما عليه الشام اليوم، وأن على الاردنيين ان يكفوا عن سياحة الموت فيها.
ليس مبالغاً فيه القول إن منع الاردنيين من الدخول إلى سوريا يوازي منعهم للمشاركة في نارها.
لقد بات هذه الملف عبئاً إضافياً على المسؤول الذي عليه أن يتحرك بعيداً عن حسابات السياسي، واقترابا من مصالح الأردنيين وهدف الحفاظ على حياهم.
أليس نهبّ جواً وبراً وبحراً لانقاذ اردني في ورطة؟ أليس هذا هو حال الدولة دوما، فلماذا لا تتحرك في هذا الملف استباقاً ووقاية، وتعلن على أقل تقدير عن تحذير الأردنيين من القفز في النار.
لا يكفي لعب دور سيارة الاسعاف. نريد أولا شرطي مرور ولافتات تحذيرية سياسية توضح للاردني ان دخوله الى الشام لن يكون سالكا، وأن الطريق منعدم الرؤية.