انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

هؤلاء نواب!

مدار الساعة,مقالات مختارة,الانتخابات النيابية,مجلس النواب
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/29 الساعة 02:22
حجم الخط

فصلنا عن موعد الانتخابات النيابية قرابة عام. و أكثر ما يتعاظم لدى الأردنيين شعور برغبة التغيير، و تبديل الوجوه الجاثمة على انظارهم. ولربما أن استطلاعات الرأي العام حول اراء الاردنيين من مجلس النواب غير موثقة بشكل دقيق، و لا تتوفر بيانات رقمية لتحديد اتجاهات الرأي العام ، ولكن يمكن قياسها برصد و مراقبة المزاج الأردني العام الساخط و الغاضب.
ثمة ماكينة ضخمة تشتغل على قولبة الاتجاهات السياسية والانتخابية للأردنيين. و تضرب «جينات الأردنيين»، و تبذل المستحيل لتمنع أي تغيير أو اختلاف بالاتجاه السياسي العام، وبكل الادوات القانونية و الاجتماعية و التربوية و الاقتصادية و الثقافية و النفسية. شرائح اجتماعية قلقة وحائرة، وتائهة، تضم شبابا و كهولا و نساء و رجالا، يعيشون رغبة، ولا يعرفون ما هي مصلحتهم الوطنية ؟ و كيف يحمون مصالحهم وحقوقهم الفردية و الجماعية ، ولا كيف يحصلون عليها ؟ وبمعنى أبسط حقوق المواطنة البيولوجية و الانسانية .
دولة القانون ليست حلما، ولا طوطابية، إنما ضرب من أمل وطني يبني دولة مؤسسات و مواطنين، بعيدا عن عقليات الدكاكين و الحارات، و التناحرات التي تنهش في جسد الدولة ومؤسساتها، ومن يبنون محميات و مزارع خلفية يورثون السلطة بمزاوجة لعينة وخبيثة مع البزنس.
الاكثرية الصامتة موجودة في المجتمع الأردني، و هي خارج اللعبة، و لا تحمل خلاصها، ولو فككنا تهميشها و اقصاءها السياسي فهو يبدأ من «صندوق الاقتراع»، وحق الانتخاب ، وكيف في ظل انتخابات يقوم بعضها على رعاية وخدمة طبقية، ومحسوبيات تجهض أي فرصة سياسية جديدة، و قوانين تمنع و تعطل التناوب و التبديل، و لا تسمح للمجتمع بان يفرز قواه السياسية و الشعبية لتكون صورة موازية له في المجالس المنتخبة.
على أي أساس ينتخب الأردني؟ و كيف يختار من يمثله في البرلمان؟
ومن يطلع على خفايا و اسرار و خبايا كثيرة لبعض النواب وغيرهم من أهل السياسة فانه يحرم الذهاب الى صندوق الاقتراع، و مهما كلفه الثمن. وثمة تدافع نحو التهافت و تهافت التهافت. و هي صور كثيرة
لاعتداء و انتهاكات لسيادة القانون و استغلال للسلطة، و تجاوز على ثوابت وطنية.
فيوم نسمع من نخبة السياسة لا يزور أوراقا لاعفاءات طبية، و لا يتواسط لتعيين نجله او اقاربه و حاشيته في هيئات مستقلة، و لا يحصلون على منح استثنائية للدراسة على نفقة الدولة، و اعفاءات جمركية، و لا يتوسط في عطاءات و فواتير حكومية و قضايا ضريبية، و لا يتوسط لتاجر هامور دخل شحنة سمك ودجاج فاسد، لربما تعود إلينا الثقة.
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/29 الساعة 02:22