منذ ودّعت السفيرة الأميركية اليس ويلز الأردنيين بفيديو عاطفي مؤثر تضمّن ذكريات حميمة، قبل نحو سنتين، لم تعيّن واشنطن لها سفيراً في عمّان، ولكنّها عيّنت السيدة كارين ساساهارا قبل شهرين قائمة بالأعمال، ممّا يعني أنّ غياب التمثيل العالي المستوى لن يأتي قريباً.
صحيح أنّ السفيرة السابقة ويلز توسّعت كثيراً في نشاطاتها المحلية، إلى درجة إبداء الرأي وتوجيه النصائح في مسائل داخلية بحتة، ممّا أثار استياء رسمياً وشعبياً، حتى قيل إنّ عمّان طلبت استبدالها، ولكنّ ذلك بالضرورة ليس صحيحاً، فليس بهذه الطريقة تُدار العلاقات بين عمان وواشنطن.
وصحيح أنّ السفيرة ويلز كانت ديمقراطية التوجهات السياسية، وقيل انها لم تخف استياءها من فوز الجمهوري دونالد ترمب، وسرعان ما أدّى هذا إلى استبعادها، وهذا أيضاً ما حصل مع السفيرة في قطر دانا شل التي وصفت الرئيس في تغريدة بأنّه: «معتوه»، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ ذلك لا يعني عدم تعيين واشنطن سفيراً بديلاً لها في عمّان.
في تقديرنا أنّ الأمر يعكس حالة البرود الاستثنائية التي تسود علاقات البلدين، وعدم راحة واشنطن من مواقف عمّان المستقلة خصوصاً تجاه القضية الفلسطينية، وليس سراً أنّ أواخر أيام الرئيس السابق باراك أوباما شهدت بعض الفتور، وقبلها مررنا بحالات مشابهة، ولكنّ الأمر لم يصل إلى عدم وجود سفير لمدة سنتين تقريباً.
ذلك لا يعني أنّ الأمور لا تسير على ما يرام على المستويات غير السياسية، فالمساعدات الأميركية زادت، والزيارات المتبادلة لم تنقطع، وليس متوقعاً أن نشهد جديداً إلاّ إذا اقتنع الرئيس بأنّ خطّته للسلام غير قابلة للفرض، وحينها ستعود الأعمال كما المعتاد في السفارة الأميركية التي سيكون على رأسها سفير أو سفيرة، وللحديث بقية! الراي
basem.sakijha@gmail.com