لم يخف الوزير السابق الدكتور غازي الزبن امتعاضه من الطريقة التي خرج بها من الوزارة، وقال في برنامج «أول مرة» مع طوني خليفة إنّ التغيير أمر طبيعي، ولهذا فلم يُفاجأ حين طلب منه رئيس الحكومة الاستقالة مع الوزراء الآخرين تمهيداً للتعديل الأخير، وأيضاً فلم يزعل حين وافق عليها الدكتور الرزاز، ولكنّه شعر بالغبن حين أعلن الأخير أنّ أسباب التعديل استندت إلى مقاييس الأداء.
الزبن لم يصبر على الموقف الذي اعتبره اساءة لتجربته، فهاتف الرئيس وأبلغه عتبه على التصريح المتسرع، وبالضرورة فإنّ الدكتور الرزاز الذي عُرفت عنه اللياقة الاجتماعية، وعفّة اللسان، ردّ بأنّه لم يقصده، فهو يكنّ له كلّ الاحترام شخصياً ومهنياً، ولكنّ الضرورات اقتضت ذلك التعديل.
الزبن وزير صحّة من ذلك النوع من المسؤولين الذين يبحث عنهم المواطنون الأردنيون، لأنّه استطاع أن يُعمّم صورته السمحة الجريئة، الباحثة عن تحقيق الحقوق للناس والعاملين في القطاع الصحّي معاً، وليس سرّاً أنّه خاض من أجل ذلك معارك صغيرة، وعرف ذلك الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبدا الرجل وكأنّه بطل شعبي، وهو يستأهل ذلك.
مناسبة الحديث، الآن، هي جمع موظفي وزارة الصحة أموالاً لتكريمه في حفل إفطار، وهذا جديد على الساحة الادارية الأردنية، فقد تعوّدنا على أنّ المسؤول السابق يذهب في غياهب النسيان، فلا يرنّ جرس هاتفه، وتلفظه المجالس التي كان قبل قليل نجمها الساطع، كلمته مسموعة، وأخباره تملأ الصحف والشاشات، ولكنّ الدكتور غازي الزبن كان استثناء لهذه القاعدة الأردنية الراسخة، ولعلّ هذا يكون درساً للمسؤولين، فمحبة وتقدير الناس تأتي من احترامهم، والعمل من أجلهم، لأنّنا شعب يُدرك ما هو الصحيح، ويعرف ما هو الغلط، وللحديث بقية!
الرأي