اختراعات مُرْعِبَة

د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ

حمل القرن الحادي وَالعِشْرون مَجْمُوعَة جَديدَة من الاختراعات لَمْ تخطر سابقًا عَلَى بال بشر، ومعظمها فِي مَجَال تكنولوجيا الاتصال، والأجهزة المحمولة، وحسب بَعْض المواقع فإن هَذِهِ الاختراعات هِيَ: البلوتوث، الايبود، القلب الصناعي، سَيَّارَة جوجل ذاتية القيادة، شبكة الفيس بوك، نظام التشغيل الأندرويد، الايفون، أمازون كيندل لقراءة الكُتُب الإلكترونية، واتسون وهُوَ نظام حَاسُوُب للذكاء الصناعي يُجِيب عَلَى الأسئلة بِشَكْل طبيعي، 4G، بَرْنَامَج سكايب، لُعْبَة وي وَهِيَ لُعْبَة تعتمد عَلَى نظام الوَاقِع المعزز والمحاكاة، مَوْقع يوتيوب، وغيرها من الاختراعات.
وَهَذِهِ الاختراعات جزء من مَنْظُومَة ابتكارات أكبر، وَلَكِن بَعْض المواقع تعتبرها الأهم، وَلَوْ ألقينا نظرة عَلَيْهَا سنلاحظ انها تقع فِي دائرة الاتصالات الحَديثَة، وَهُنَاكَ جِهَاز واحد طبي فَقَطْ، وهُوَ القلب الصناعي، وما نود التنبيه عَلَيْهِ هُنا هُوَ خُطُوُرَة ما يَحْصل فِي عالم الابتكار، ولا يُمْكِنُ لأيّ كانَ أن ينكر أهمية هَذِهِ الابتكارات الجَمِيلَة الَّتِي غيرت حَيَاة البشر، وَلَكِن الـمُشْكِلَة الحقيقية هِيَ أن مُعْظَم الأموال تنفق الآنَ عَلَى أبحاث تطوير تكنولوجيا الاتصال، لأنها الأسرع نموًا، وَقُدْرَة عَلَى تحقيق الأرباح، بَينَما يقل الحَمَاس للاختراعات الأخرى، وخاصة الطِّبْيَّة مِنْهَا، وهَذَا يشكل بحد ذاته خَطرًا يَجِبُ الانتباه إلَيْهِ.
التركيز عَلَى الابتكارات السَّابِقَة لا يَعْنِي أن البشرية أوقفت أبحاثها الطِّبْيَّة، وَفِي الـمَجَالات الأخرى، وَلَكِن التخوف الأعظم يَأتِي من عَمَلِيَّة التركيز عَلَى هَذِهِ الأبحاث، وَتَوَجَّهَ أفضل الباحثين الطموحين إليْهَا، وهَذَا يَعْنِي أنه مَع مُرور الوَقْت سيتم تفريغ المراكز البحثية من المتميزين لصالح هَذَا المجال.
عانت البشرية وما زالت تُعَانِي من أن جزءًا كبيرًا مِن البحوث العِلْميِّة يَتَوَجَّه إلى المجال العسكري، وما زالَ هَذَا الأمر قائِمًا، وَيَبْدُو أن تكنولوجيا الاتصالات دخلت المجال لتنافس بِقُوَّةٍ، وهَذَا يعكس الجشع عِنْدَ بَعْض المؤسسات البحثية الَّتِي باتت تضع صحة الإنسان فِي خلفية الاهتمامات، وَلَوْ تَمَّ فِعلًا خِلال المائة سنة الماضة الاهتمام بالمواضيع البحثية الصحية بِالدَّرَجَةِ نفسها الَّتِي تَمَّ توجيه الاهتمام بِهَا للمجالات العَسْكَريَّة لقفزت البشرية فِي هَذَا المجال خطوات واسعة للأمام، أكثر مِمَّا نَحْنُ فِيهِ الآنَ.
من الـمُهِم أن تَقُوم البشرية بإجراءات للتشجيع عَلَى البَحْث العلمي فِي مَجَال الصِّحْة والأدوية لِيَكُونَ فِي صدارة الإنفاق، ولتأتي الأمور الأخرى تاليا لَهُ، وبغير ذلِكَ ستبقى البشرية تَحْتَ رحمة المرض، وَسَتَكون خطواتها أبطأ بِاتِجَاهِ عالم خال من الأمراض.