تأخرنا في التعليق على كتاب رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي عن «دبي كابيتال» فقد استغرقت قراءة هذا الكتاب الذي سمته الصحافة بالكتاب الأبيض وقتا لقراءة دقيقة رغم أن كاتب هذا العمود ملم ببعض تفاصيل هذا الملف الذي ربما حمل اكثر مما يحتمل مثل معظم الملفات التي فتحت في فترة ما سمي بالربيع العربي بغثها وسمينها.
الكتاب مبادرة حميدة يطل عبرها الرفاعي ببعض مذكراته بانتظار المزيد وهو ما لم يفعله والده زيد الرفاعي الذي يتعطش الناس لقراءة ما خطه قلمه واظنه محفوظا لوقت طارئ منع أبو سمير نفسه نشره.
كتاب الرفاعي الابن يوثق لفترة من حياته السياسية يضعها بمتناول الرأي العام ربما أراد ن يؤسس لنقد موضوعي يبتعد عن الشائعات ويتحرى الموضوعية، هي مبادرة ربما تحث كثيراً من المسؤولين الى ذات السلوك وقد علمت ان عددا منهم يضع حاليا مذكراته لتتاح امام الرأي العام.
لن أخوض في تفاصيل مضامين الكتاب لكن يتعين على المهتمين والباحثين قراءته ويتعين على النقاد بناء معلوماتهم من جديد لمناقشة هادئة.
الرفاعي ينتمي الى أسرة سياسية لم يتحول اَي ممن تولى المسؤولية منها الى «البزنس» ان جاز التعبير وهو ادرك ذلك وعرف ان هذا التحول ليس في مكانه لقناعته بعدم المزج بين التجارة والإمارة لذلك لم يطل البقاء وعاد الى مكانه.
اذكر انني تبادلت الحديث مع ابي زيد حول الموضوع وأتفقنا على ان تحوله الى عالم الاعمال كان طارئا فهو رجل سياسي اولاً وأخيراً.
الرفاعي اتبع نهج التوثيق بلغة اقتصادية وسياسية دعمها بأرقام وجداول وملاحق للتأريخ.
كتاب الرفاعي الأبيض وثيقة مرجعية ليس لشركة دبي كابيتال، بل لفترة حساسة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
اقرأوا الكتاب وعودوا الى وثيقة البخيت وانتظروا كتبا مماثلة لمسؤولين على الطريق وبعد ذلك حاكموا المرحلة.
الرأي