في أحيان كثيرة يكون قدر الإنسان أن يمر بظروف صعبة مثل الظرف العصيب الذي مرت به روان الطبيبة العشرينية التي أرادت من كلماتها أن تسرد وجع كل مريض وكل طالب طب أو تمريض وعلوم طبية تعب السنوات والتدريب الميداني واقساط الدراسة والمواصلات.. ووجع الكادر الطبي قبل وجعها وتسامت عن اوجاعها لتكتب عن اوجاع النظام الصحي واوجاعنا كلنا عندما حيرتنا المشكلة الصحية واصبحت هي المريض الذي تبحث عن طبيب فجاءت كلمات روان التي شخصت الحالة الصحية الوطنية بعد أن تلقت لكمات على وجهها لأنها قامت بواجبها ... فهل ضاع حقها؟!
بكلماتها التي هزت الضمائر وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتعاطف معها الجميع من منظور انساني وديني واجتماعي وثقافي .. تكاد تمر حادثة الاعتداء على أي طبيب او من مكونات الكادر الطبي وتنتهي بالسماح وفنجان القهوة وهذه من اخلاق المتضرر ومعروف عن الأطباء سعة صدرهم في احتواء الأزمات النفسية وحالات الغضب التي تنتاب ذوي المرضى الاعتداء اللفظي والمعنوي لكن هذه المرة يطال الاعتداء طبيبة على غير عاداتنا .. فالمرأة لها تقدير واحترام في مجتمعنا فكيف عندما تكون طبيبة و اختارت تخصص الجراحة وعادة لا تختاره الفتيات ولكن بدافع التميز ودفع الحرج عن المريضات...لن أطيل ..ولكن ما أثار الدهشة أن أصل المشكلة هي متعلقة بعدم توفر أسرة في قسم العناية الحثيثة ؟! هي لا تتقاضى اي راتب ؟! وليس لديها اي تأمين صحي -بحسب ما أفادت حال كثير من الأطباء- ؟! وربما لو تعرض أحد بمثل وضعها الوظيفي من إصابات عمل أو انتقال عدوى لا سمح الله من سيتعرف عليه إذا لم يكن مدرج ضمن قانون العمل والعمال والضمان الاجتماعي... اعتقد جازما أن روان جاهزة لأن تسامح .. لأن السماح من طبع الكريم ، وهذه حرية شخصية ولكن أين الحق العام والتعدي على الموظف أثناء أداءه واجبه .. التوازن مطلوب حفظ كرامة الطبيب والكادر التمريضي وتفعيل المسائلة الطبية ..
على كل حال نشكر قرارك باختيارك وبعض قليل من زميلاتك تخصص الجراحة الذي سبقتكم اليه الصحابية نسيبة المازنية رضي الله عنها أول طبيبة وجراحة واسعاف فوري في الإسلام فضربت أمثلة الشجاعة والمهنية والإقدام والذود عن سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام وكذلك ورفيدة الاسلمية رضي الله عنها..
والآن توضحت صورة ما لدينا أن الطبيب أو بعض الأطباء المتميزين يقضي ما يقارب عشر سنوات من عمره لا يتقاضى راتباً.
ويمكن تلخيص ابرز المشكلات التي تواجه القطاع الصحي الحكومي :
الاعتداء على الكوادر الطبية مشكلة متكررة وتكاد تتحول من ظاهرة الى سلوك متجذر فى مجتمعنا وفى تقدير القيادات الطبية ان السبب بعود الى عدة عوامل:
لم نسمع من الطرف الآخر ، لكن هذه سابقة أن يعتدي شخص على من يريد أن ينقذ مريضته فكيف عندما يكون هذا الطبيب فتاة.
على أمل أن نسمع رداً من المسؤولين عن واقعنا في المستشفيات من أجل حل المشكلات نقول لروان الحمدلله على السلامة.
وأكبر رد إعتبار لروان هو عملية تنظيمية صحية تشريعية تحفظ كرامة المريض في كل محافظة ومستشفى ومركز صحي وتردع المعتدي على الطبيب والكادر الطبي وتوفر حياة كريمة للكادر الطبي و مزيد من الكوادر والتجهيزات والأدوية. ومزيد من احترام كبار السن وتسهيل إجراءاتهم الطبية.