مدار الساعة - شارك جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة "نداء كرايست تشيرش" التي عقدت في قصر الإليزيه اليوم الأربعاء بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، للتصدي للتطرف وخطاب الكراهية على الإنترنت.
وجاء انعقاد هذه القمة بعد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية في 15 آذار الماضي.
وألقى جلالة الملك كلمة خلال جلسة مغلقة من أعمال القمة، التي حضرها سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي لجلالته، وقادة سياسيون ورؤساء شركات تكنولوجيا عالمية، وشهدت تبني "نداء كرايست تشيرش" المخصص للتصدي لمحتوى الإرهاب والتطرف على شبكة الإنترنت.
وركز جلالته في الكلمة على أهمية توحيد الجهود الدولية والعمل بتشاركية من أجل مواجهة خطر التطرف وخطاب الكراهية، والتوصل إلى حلول للتصدي لاستغلال المتطرفين والإرهابيين للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد جلالة الملك في الكلمة أن محاربة الإرهاب الذي لا دين له يجب أن تكون ضمن نهج شمولي، يعالج المجالات العسكرية والأمنية والفكرية، مشيرا جلالته إلى أن المتطرفين يستغلون التكنولوجيا لنشر أفعالهم البشعة، وهذا ما حدث في الهجوم الإرهابي على المسجدين في مدينة كرايست تشيرش، وغيرها من العمليات التي تم نشرها وكان الأردن إحدى الدول التي عانت من هذه الأفعال.
وفي كلمتيهما خلال القمة، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن عن تقديرهما لجلالة الملك والأردن على ما نتج عن "اجتماعات العقبة" من زيادة لمستوى التنسيق بين الدول والشركات لمحاربة التطرف والإرهاب، كما ثمنا عقد جولة خاصة من "اجتماعات العقبة"، والتي استضافتها الولايات المتحدة بالشراكة مع الأردن في شهر شباط الماضي بمشاركة مسؤولين من العديد من الدول وممثلين عن منظمات دولية وشركات تكنولوجيا عالمية، لبحث المخاطر الأمنية المرتبطة باستغلال الإرهابيين والمتطرفين للإنترنت والتكنولوجيا.
وأشاد ممثلو شركات التكنولوجيا العالمية مثل مايكروسوفت وغوغل ويوتيوب، خلال القمة، بجهود جلالة الملك في مكافحة التطرف وخطاب الكراهية والإرهاب، مثلما رحبوا بالاتفاق على عقد اجتماع متابعة في الأردن في شهر حزيران القادم على مستوى الخبراء، للبناء على مخرجات قمة "نداء كرايست تشيرش"، لافتين إلى "اجتماعات العقبة" التي استضافتها الولايات المتحدة بالشراكة مع الأردن في شهر شباط الماضي.
وخلال القمة، تبنى القادة ورؤساء وممثلو شركات التكنولوجيا العالمية "نداء كرايست تشيرش"، الذي أكد أهمية "اجتماعات العقبة" التي أطلقها جلالة الملك بهدف متابعة وتنسيق الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مثلما أشاد "نداء كرايست تشيرش" بالجهود والمبادرات العالمية بهذا الاتجاه.
وتضمن "نداء كرايست تشيرش" التزام الحكومات والشركات بالتصدي لدوافع الإرهاب والتطرف العنيف وتمكين المجتمعات من مواجهة الأفكار المتطرفة من خلال توفير التعليم الأفضل وبناء الثقافة الإعلامية، وتعزيز التوعية وبناء القدرات في شركات الإنترنت الصغيرة.
والتزموا أيضا باتخاذ تدابير شفافة ومحددة لمنع تحميل المحتوى الذي يروج للتطرف والإرهاب والعنف ومنع نشره على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المماثلة التي تقدم خدمات مشاركة المحتوى.
كما التزمت الحكومات وشركات التكنولوجيا العالمية بالعمل مع مؤسسات المجتمع المدني لتعزيز جهود مكافحة التطرف العنيف بجميع أشكاله.
وشارك في القمة الرئيس السنغالي، ونائب الرئيس الإندونيسي، ورؤساء وزراء بريطانيا وكندا والنرويج، ورئيس المفوضية الأوروبية، إلى جانب رؤساء وممثلي كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، ومنها مايكروسوفت وتويتر وغوغل ويوتيوب وأمازون وفيسبوك.
وحضر القمة عن الجانب الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين.