مدار الساعة - سجل الطبيب سيف الدين الريالات أول براءة اختراع بمعاهدة التعاون بشأن البراءات الدولية، بحسب وزارة الصناعة والتجارة.
وتعد المعاهدة الدولية قاعدة بيانات قوية لمرجعية الشركات الكبرى والجامعات والمؤسسات البحثية في العالم، وتضم نحو 152 دولة متعاقدة.
الاختراع الذي سجّله الريالات تمثّل بصنع " يد الشفاء"، وهو عبارة عن قفاز علاجي ذي استخدام واحد يرتديه المريض عند الحاجة، فيفرز تلقائياً مرهما علاجيا عند حكه لا إرادياً للمناطق المتهيجة المصابة، محولاً بذلك الحك (الهرش) الليلي من عادة خطيرة إلى شكل من أشكال العلاج.
فيما يحتوي المرهم - بحسب الريالات- على مواد فعّالة في العلاج، وآمنة ومرطبة للمنطقة المصابة، وخالية من الكورتيزون، تسهم جميعها بالعلاج خلال فترة أقصر ودون أية مضاعفات او التهابات أو تقرحات.
"لم أستطع النظر إلى معاناة وألم شقيقي ذي العشر سنوات كل ليلة، فهو يعاني من الأكزيما ونوبة هرش (حك) تداهمه ليلاً على الرغم من العلاجات والمراهم والكريمات التي باتت غير مجدية، ويقتصر مفعولها على تخفيف ألم ما يلبث أن يعود مرّة أخرى"، هكذا يصف الدكتور الريالات المشهد المتكرر يومياً، والذي كان بمثابة دافع له في بلورة فكرة جديدة، وهدية تنقذ أخاه، والمصابين بالأكزيما.
وأوضح أن تسجيل براءة الاختراع جاء بعيد انضمام الأردن إلى معاهدة التعاون بشأن البراءات المدعومة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
الدكتور الريالات بحث في قاعدة بيانات للاختراعات في 152 دولة لم يجد فيها اي فكرة مشابهة لفكرته، فتم تسجيل براءة اختراعه عالميا.
لدى الدكتور الريالات- وهو بصدد إنهاء اختصاص دراسته في طب وجراحة العيون في الجامعة الأردنية- ما يزيد عن ستين بحثاً علمياً وطبياً، تم نشر ما يقارب أربعين منها في مجلات علميّة محكّمة، مثل تأثير الجلطات على دماغ الإنسان وكيفية الكشف عنها باستخدام التصوير الطبقي، ودراسة سُمك قرنية سكان الأردن، ودراسة مجرى الدمع لدى الأطفال، وأهمية البيانات المفتوحة في البحث العلمي.
كما أعد كتابا بالتعاون مع عميد البحث العلمي السابق في الجامعة الأردنية الدكتور شاهر المومني بعنوان (البيانات المفتوحة في البحث العلمي) بهدف إعطاء مفاتيح ارشادية للمهتمين بالبحث العلمي عن كيفية الوصول إلى البيانات المفتوحة واستخراجها وكيفية استخدامها وتحليلها، للوصول إلى النتائج المرجوة.
حصل الدكتور الريالات أخيراً على جائزة علي منكو لطلبة الدراسات العليا، التي تعتبر احدى أرفع جوائز البحوث العلمية في المملكة، تقديراً لأبحاثه العلمية والأكثر تفوقاً في إعداد ونشر الأبحاث بالمواقع والمجلات العلمية الدولية المحكمة.
عميد البحث العلمي السابق واستاذ الرياضيات في الجامعة الاردنية الدكتور شاهر المومني، قال: إن الاختراع الجديد "يد الشفاء" سيسهم إلى حدّ كبير في علاج أولئك المصابين بالأكزيما الجلدية، مشيرا الى انه حصل على عدة موافقات من جهات معنية بعد تجربته داخل عدد من المستشفيات.
والأكزيما عبارة عن حساسية تحدث نتيجة لوجود عوامل وراثية أو مكتسبة، ومن أعراضها تحسس بالجلد أو القصبات الهوائية أو الجيوب الأنفية بحسب استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وتجميل الجلد والليزر ورئيس اختصاص الجلدية بوزارة الصحة الدكتور أمين المعايطة.
وبين ان الأكزيما تصيب الأطفال بشكل ملحوظ من عمر ثلاثة أشهر وقد تصل إلى ما بعد دخول المدرسة، ومنهم من يستمر معه المرض لفترة معينة قد تستمر مدى الحياة، مشيرا الى ان ذلك يعتمد على مدى تحسن المناعة لدى المريض.
وقال: لا بد للمريض من أخذ العلاج اللازم، لمنع المضاعفات، واتخاذ الإجراءات الوقائية إن أمكن، مبيناً ضرورة تجنب مسببات الحساسية كالتعرض لنّوار الشجر، أو ارتداء ملابس غير قطنية أو استخدام المنظفات الكيماوية بشكل مفرط والابتعاد عن بعض الأطعمة المحفّزة للتحسس.
اعتماد الدواء يتم عبر مؤسسة الغذاء والدواء، وفقا للناطق الإعلامي بوزارة الصحة حاتم الأزرعي.
الناطق الإعلامي في مؤسسة الغذاء والدواء هيام الدباس، قالت: إن تسجيل براءة الاختراع يتم عبر وزارة الصناعة والتجارة، وليس عبر المؤسسة، وفي حال تطوير المستحضر إلى دواء، نقوم بإجازته اصوليا وفقاً لتعليمات وأسس صادرة في الجريدة الرسمية لتسجيل أي مستحضر يتعلق بصحة الإنسان، لضمان فعالية وجودة ومأمونية وسلامة المستحضر، والتأكد حينها من المصنع وخطوط الإنتاج فيه إن تمّ تصنيعه.
مديرة مديرية حماية الملكية الصناعية في وزارة الصناعة والتجارة والتموين زين العواملة، قالت: إن معاهدة التعاون بشأن البراءات دخلت حيز النفاذ في التاسع من حزيران عام 2017، بعد انضمام الأردن للمعاهدة في التاسع من آذار من العام نفسه.
وأضافت أن المعاهدة جاءت ملزمة بعد إدراجها بقانون براءات الاختراع المعدل رقم 28 لسنة 2007. وأشارت إلى أن الدكتور الريالات هو أول أردني مخترع يسجل براءة اختراعه في معاهدة التعاون بشأن البراءات الدولية، مبينة أهمية المعاهدة التي تأسست من المنظمة العالمية للملكية الفكرية ( الويبو )، في توفير نظام لإيداع طلبات البراءات، وتسمح بالحصول على البراءات في عدد كبير من البلدان بإيداع طلب براءة اختراع واحد فقط.
وتوفر المعاهدة بحسب العواملة، عدداً من المميزات، من أهمها تسهيل عملية تسجيل براءات الاختراع في عدة دول، وتوفير أساس قوي لاتخاذ القرارات بشأن براءات الاختراع، والسماح بتطبيق آمن وسهل على شبكة الإنترنت، وتبسيط وتفعيل الإجراءات المتبعة لطلب الحماية، وتوفير المال، وتقييم نجاح البراءة في الأسواق والجدوى الاقتصادية.
يشار إلى أن الأردن يخضع لتخفيض رسوم الإيداع الدولي بمقدار 90% إذا كان مقدم الطلب فردا أو أفراد سواء من المواطنين أو المقيمين.
--(بترا)