مدار الساعة- عثرت قوات الحشد الشعبي العراقية السبت على مقبرة جماعية تضم رفات نحو 500 معتقل داخل سجن بادوش الواقع على بعد 155 كلم شمال غرب الموصل.
واستعادت القوات العراقية المكونة من الحشد الشعبي والجيش العراقي السيطرة على السجن الاربعاء الماضي بعد إحرازها تقدما في الجهة الغربية للموصل.
وافاد الحشد الشعبي في بيان ان "اللواء الثاني عثر على مقبرة كبيرة فيها رفات نحو 500 سجين مدني في سجن بادوش اعدمتهم عصابات داعش (تنظيم داعش) بعد سيطرتها على السجن اثناء احتلال الموصل ".
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اعلنت في تشرين الاول/اكتوبر 2014 إن مسلحين من تنظيم داعش قاموا على نحو منهجي بإعدام نحو 600 من السجناء الذكور في سجن بادوش في 10 حزيران/يونيو من العام المذكور. وبحسب روايات الناجين، كانت غالبية القتلى من الشيعة.
واوضحت المنظمة في بيان انه "بعد الاستيلاء على سجن بادوش قرب الموصل، قام مسلحو تنظيم داعش بفصل السجناء السنة عن الشيعة، ثم أجبروا الرجال الشيعة على الركوع على طول حافة واد قريب، وأطلقوا عليهم النار من بنادق هجومية وأسلحة رشاشة"، بحسب ما قال 15 سجيناً شيعياً للمنظمة الحقوقية بعد نجاتهم من المجزرة.
ووفقا لروايات الناجين فان "المسلحين قاموا كذلك بقتل عدد من السجناء الأكراد والإيزيديين".
وقال النائب العراقي فيان دخيل آنذاك أن التنظيم يحتجز أكثر من 500 امرأة أيزيدية في سجن بادوش.
وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الفائت بإجراء تحقيق أممي في الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش، وينبغي لهذا التحقيق أن يشمل المجزرة المرتكبة قرب سجن بادوش لتحديد المسؤولين عنها ومحاسبتهم، بحسب هيومن رايتس ووتش.
وكانت السلطات العراقية عثرت خلال عمليتها العسكرية المستمرة لاستعادة مدينة الموصل من المتطرفين على مقبرتين جماعيتين تضمان رفات مئات السجناء في منطقة حمام العليل وفي الخسفة الواقعة في قرية العذبة وكلاهما جنوب الموصل.
ومقبرة حمام العليل عبارة عن مدفن جماعي في منطقة زراعية متروكة، لكن مقبرة الخسفة هي فجوة كبيرة في الارض في عمق الصحراء جنوب مدينة الموصل تتكدس فيها جثث قتلى اجهز عليهم المتطرفون.
ويسمي السكان هذا الموقع ب"الخسفة"، وهو منخفض كبير ناجم عن ظاهرة طبيعية يعتقد الناس انها تمثلت في سقوط نيزك في المكان.
وبعد شهر من استعادة السيطرة على المنطقة من قبضة المتطرفين، تبين ان عمق مقبرة الخسفة لا يتجاوز بضعة امتار وفيه ايضا هياكل آليات عسكرية القيت هناك.
ولا تتوافر احصاءات دقيقة حتى الان عن عدد الضحايا الذين تم القاء جثثهم في هذه المقبرة الجماعية.
وتسعى هيومن رايتس ووتش للقاء مسؤولين في الحكومة العراقية التي لديها فريق وزاري مختص بالمقابر الجماعية لاجراء عمليات بحث واسعة في الخسفة.
واستولى تنظيم داعش في 2014 على مساحات شاسعة في العراق وسورية واعلن اقامة دولة "الخلافة" فيها، لكنه خسر معظمها لاحقا.
وبدأت القوات العراقية عملية عسكرية واسعة في 17 تشرين الاول/أكتوبر 2016 استعادت خلالها الجانب الشرقي لمدينة الموصل، قبل ان تتجه الى الجانب الغربي للمدينة وهو اصغر مساحة لكنه اكثر اكتظاظا.
وقاوم المتطرفون القوات العراقية باستخدام سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وقناصة وطائرات مسيرة مجهزة بقنابل.
وتواصل القوات العراقية تقدمها في غرب الموصل حيث بدأ متطرفو تنظيم داعش الاندحار امام الهجمات المتكررة منذ بدء العملية العسكرية لطردهم من آخر اكبر معاقلهم في البلاد. (أ ف ب)