انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

قرارات الملك

مدار الساعة,مقالات,المملكة الأردنية الهاشمية,الملك عبدالله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/02 الساعة 13:47
حجم الخط

قال تعالى في كتابه العزيز (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (الأنبياء: 22)). لو كان في السموات والأرض أي في هذا الكون كله آلهة متعددة لاختلفوا في اتخاذ القرار، ولفسدت السموات والأرض.

فعلى سبيل المثال لا الحصر وإن جاز لنا هذا التوضيح فلو كان هناك إلهان في هذا الكون وأحدهما يرغب في إطالة وقت الصيف لأسبابه الخاصة والآخر لا يرى داعياً في ذلك ويرغب في إنهائه في وقته المحدد لاختلفا.

ومثال آخر لو أحد الإلهين يرغب في تأخير شروق الشمس لأسبابه الخاصة والآخر لا يرى أي مبرر لذلك لاختلفا أيضاً. فكيف لو كان هناك لهذا الكون أكثر من إلهين آلهة كثيرة فكيف سيكون الحال بينهم؟ ولتعقدت الأمور وفسدتا السموات والأرض كما قال الله سبحانه وتعالى عما يصفون في الآية السابقة. فنحن على يقين أنه لا يوجد في هذا الكون إلا إله واحد لا غير وهو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. فالقرار في هذا الكون قراره ولا أحد من مخلوقاته يستطيع أن يتدخل في أي أمر من أمور إدارة هذا الكون الشاسع.

وكأن الله في إدارته لهذا الكون يقول لنا ونحن خلفاؤه في هذه الأرض: يجب أن يكون متخذ القرار في أي مؤسسة ( إسمحوا لي أن أسميها مؤسسه) مهما صغرت كالعائلة أو الأسرة أو كبرت كالعشيرة أو الوزارة أو الحكومة أو الدولة، شخص واحد وليس أكثر من واحد وهو رأس هرم هذه المؤسسة. وذلك لتضبط إدارة المؤسسة بشكل صحيح ودقيق ولا يكون هناك أي مجال لحدوث أي خلل في إدارتها. فالتغيير مطلوب واتخاذ القرارات في أي مؤسسة لا بد منه وذلك لتغيير الظروف باستمرار وفق تطور الحياة ولارتباط أي مؤسسة بمؤسسات أخرى على مستوى العوائل والعشائر والحكومات والدول. ولا تستطيع أي مؤسسة أن تعزل نفسها عن غيرها من المؤسسات داخلياً على مستوى الوطن أو خارجياً على مستوى الإقليم والعالم. ونحمد الله ونشكره على أن الله حبانا بقيادة هاشمية حكيمة، حليمة، سديدة، متزنة، فذه وعلى دراية كامله بسياسات المنطقة والإقليم والعالم بأسره منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية حتى وقتنا الحاضر وأباً عن جد.

ولا يختلف اثنان على أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يشهد له الداني والقاصي بقدراته المتميزة وبثقافته العالية وحنكته وحكمته وسداد رأيه بين قادة العالم أجمع. وبأنه قبطان ماهر في قيادته لهذا البلد والإبحار بسفينته بسلام خلال ما اجتاح المنطقة من عواصف عاتية وموجات كالجبال في بحر لجي (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (النور: 40)) إلى شط الأمان. فنبارك مباركة السماء جميع التغييرات الضرورية التي قام بها جلالته في المراكز القيادية في جميع مؤسسات الدولة المهمة والحساسة داخل الوطن. وذلك لتتماشى مع متطلبات المرحلة وما استجد من مستجدات في أردننا العزيز والمنطقة والعالم بأسره من ظروف عالمية لا يمكن تجاهلها أو عزل أنفسنا عنها، لأننا جزء مهم ومؤثر في المنطقة والعالم. وهذه سنة الله في خلقة وكما يقال: لو دامت المسؤولية لغيرك أيها الإنسان ما وصلت أو آلت إليك. فنقول لكل من تولى المسؤولية: نسأل الله لكم التوفيق لما يحب ويرضى ولما فيه مصلحة القيادة والوطن والشعب الأردني الأبي. ونقول لكل من غادر المسؤولية: عافاكم الله ولقد أديتم واجبكم نحو القيادة والوطن والشعب الأردني الأبي ضمن إمكاناتكم وامانتكم. ومصلحة الوطن والمصلحة العامة فوق أي مصلحة خاصة لأي فرد معين أو مجموعه معينة.

ونسأل الله التوفيق لجلالة الملك المفدى في كل مساعيه الداخلية والإسلامية والعربية والدولية ولولي عهده الأمين ولدولة رئيس الوزراء وفريق عمله الوزاري ولكل من يتحمل أي مسؤولية في وطننا العزيز.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/02 الساعة 13:47