أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

راشد عيسى بـ «منتدى الرواد الكبار»

مدار الساعة,أخبار ثقافية,وزارة الثقافة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - احتفى منتدى الرواد الكبار امس كتاب الشاعر والناقد د. راشد عيسى، "رشدونيوس- هويتي الشعرية"، الصادر عن وزارة الثقافة ضمن برنامج المدن الثقافية 2018، شهادة ابداعية.

شارك في الحفل الذي ادارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص كل من :الدكتورة دلال عنبتاوي، الشاعر محمد خضير، ومديرة المنتدى هيفاء البشير.

رحبت البشير بالحضور وبالمحتفى به قائلة: إن الشاعر يحتل مكانة أدبية عالية، فهو صاحب أسلوب مميز ومثير للدهشة، ولديه عوالمه الخاصة، مشيرة الى ما جاء في مقدمة الكتاب حيث تقول " ان الكتاب هو بصورة ما شهادة إبداعية تتخاطر عبر ثلاثين عاماً من المغامرات الرعوية في هضاب القصيدة، رغبت في تدوينها قبل أن يحدودب الظهر كقوس الندم وتتهاوى الأحلام مثل عصافير مسفوحة، وقد أوجزت الأعوام الثلاثين في أربعة عشر بيتاً أو سطراً شعرياً يليق بالذائقة".

وصف الشاعر راشد عيسى الكتاب تحت عنوان "يد الفنجان"، بأن هذا الكتاب هو "اقتراحا تجريبيا عفويا حاولت فيه ان ادون رؤى السياحية في آفاق الشعر بعامة وفي هويتي الشعرية بخاصة... واعترف بان انسياحاتي في هذه المدونة تشبه مخاطرة طفل جسور في تسلق عمود كهرباء، أو في خطف علبة حلوى من يد لص محترف"، ثم قرأ عيسى مجموعة من قصائده.

فيما اشار الشاعر محمد خضير الى ان هذه الشهادة الابداعية التي يقدمها عيسى تعد نموذجا شجاعا في الحديث عن النفس الشعرية وما تمخض عنها من أخيلة اعقبتها الدهشة، لأن القصيدة بطبيعتها لا تحتمل سير من نظموها خوفا من الوقوع في الخير المخالف لما اورده ابن قتيبة في الشعر والشعراء وعلى لسان الاصمعي الذي اكد بان الشعر نكد بابه الشر، وبأنه اذا ولج الى الخير ضعف، وضرب لنا مثلا حسان بن ثابت الذي كان يعد شاعرا فحلا قبل الإسلام.

ورأى خضير ان عيسى اثث سطوه علوه بكثير من العتبات التي تمنحنا فرصة صعود سلم هذا الكتاب، لنكتشف أن هذه العتبات تشابه احجار هرم خوفو الذي يسمح لك بصعودها، ثم الهبوط من الجانب الآخر بعدما تحسب نفسك سكنت قمة لم تكن تتسع لغيره.

رأى خضير ان عيسى حسم امر جودة القصيدة التي تكفي في عصرها ما دام الشاعر حيا. وهذا ما يغفل عنه الشعراء الذين اهملوا دربة حناجرهم على دوزنة النص موسيقيا، وفي هذا الكتاب جاوز الشعر بالحكمة واسقاط منظومة الغيرة من الاخر، فهو يفضح اسرار علو كعبه الذي ما كان بالقصيدة وحدها، بعدما وظف صوته وقدرته على مسرحة الأشياء.

من جهتها رأت الدكتورة دلال عنبتاوي ان عنوان الكتاب "رشدونيوس"، يجعلنا نحتار هل هو "نحت ام اشتقاق ام اختراع لم يصل إلى ضفافه أحد من قبل"، مشيرة الى ان لغة عيسى جميلة فهي تنهل من وادي الجن لذلك يبدو العنوان وللوهلة الأولى تهويم من الخيال في فضاء بعيد شاسع مفتوح على التخييل والتأويل لكن عبارة هويتي الشعرية تعيده الى الأرض ليمد فيها جذوره كما النبتة التي تتطلع الى السماء الزرقاء وقدمها مغروسة في جوف الأرض وبطنها.

وأوضحت عنبتاوي ان الشاعر سرد سيرته الذاتية الأدبية بالانحياز المطلق للشعر وبدا واضحا منذ الصفحة الأولى وخلال عناوين تلك الأوراق يقول في الورقة الأولى المعنونة بـ"فضاء الشكران والاعتراف : أفيض بالامتنان الى شجرة الشعر التي احسنت تربيتي دون سائر الأشجار فشجرة المعرفة العقلية أغصانها قضبان حديدية مسننة مؤلمة سرعان ما تصدأ وشجرة الأيديولوجيا خوانة ظلالها رطوبة وبقع ندم وشجرة الزمن من نوع الصبار الشوكي اليم المرارة وشجرة الوطن مخيفة وحدها شجرة الشعر وطن لشعوب رؤاي فلقد آوت طيور أحلامي المشردة منذ كنت لغزا في بطن أمي إلى أن صرت عكازا أسند أحديداب الجبال الهرمة".

وزادت عنبتاوي إن سرد الخبرات التي مرت بها الشخصية يكاد يشكل عالما من الحكاية متكامل الأطراف وهو في الغالب ما يتكأ على عالم الرواية موظفا تقنياتها مقتربا منها كثيرا ليضع المتلقي في دائرة الحدث والحكاية ليصبح المتلقى قادرا على الدخول الى سيرة الكاتب وحياته، ويقول المؤلف تحت عنوان "شعراء وشاعرات تأثرت بهم"، مستعيدا زمنا مستقطعا ومهما من طفولته في حديثه عن الزيتونة.

وخلصت عنبتاوي الى أن هذه السيرة ثرية بل وثرية جدا .. وبها جوانب كثيرة تحتاج للحفر والدراسة والبحث فهي منهل عذب لكنها لا تروي العطش ولا تطفئ الشغف بل تأخذك اليها فتظل مسحورا بها ولا تقوى على مغادرتها مطلقا ...

مدار الساعة ـ