مدار الساعة - بمناسبة مرور ستون عاما على التعاون الأردني الألماني، افتتحت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة محطة المعالجة اللامركزية للمياه في نزل فينان البيئي، ضمن مشروع إدارة مياه الصرف الصحي اللامركزية للتكيف مع التغير المناخي في الاردن(ACC Project)، الممول من قبل الوزارة الإتحادية الألمانية للتعاون الإقتصادي والتنمية (BMZ) وتنفذه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بالتعاون مع وزارة المياه والري بالاضافة لبوردا BORDA-WesCAالتي أسهمت في تصميم النظام.
ويهدف المشروع بحسب بيان مديره من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي الدكتور إسماعيل الباز إلى بناء محطة لامركزية لمعالجة المياه العادمة للحد من أي إحتمال لتلوث المياه الجوفية ضمن حدود المحمية ولحماية صحة المواطنين والزائرين والعاملين في المحمية، كذلك يهدف المشروع من خلال بناء هذه المحطة لإبرازها كمحطة نموذجية قابلة للتطبيق في مناطق شبيهة بنزل فينان البيئي.
ويذكر أن محطة المعالجة تتكون من عدة مراحل أولها هاضم الغازالحيوي والمُفاعل اللاهوائي ذو الحواجز وأحواض المعالجة الرطبة ذات التدفق الرأسي وخزان مياه الري.
وأكد مدير المشروع أن الوكالة الألمانية من خلال مشروع إدارة مياه الصرف الصحي اللامركزية للتكيف مع التغير المناخي في الاردن تدعم المؤسسات الشريكة في مجال الإدارة اللامركزية لمياه الصرف الصحي كإجراء للتكيف مع تغير المناخ، كما يشجع المشروع الإستخدام الأمثل لموارد المياه باعتماد نهج مزدوج من خلال حماية موارد المياه الجوفية الثمينة بتخفيض التلوث في طبقات المياه الجوفية من مياه الصرف الصحي التي لم تتم معالجتها، وفي نفس الوقت، من خلال إعادة إستخدام المياه المعالجة لغايات الري.
وسينفذ المشروع بالإضافة لوحدات معالجة المياه العادمة في نزل فينان في محمية ضانا، وحدات أخرى لمعالجة الحمأة السائلة في محافظة اربد (محطة تنقية وادي حسان).
وقالت الجمعية في بيان صحفي أن نظام المعالجة (منخفض الصيانة) والقائم على المعالجة الطبيعية من خلال وحدات خاصة، في حين أن النظام يتعامل بقدرة معالجة تصل إلى 5 متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميًا ، في حين أن الحد الأقصى لقدرة المعالجة خلال موسم الذروة هو 10 متر مكعب في اليوم، ويتم استخدام المياه المعالجة في ري الأشجار الأصيلة التي تحيط بالنزل، والتي تهدف إلى تحسين المناخ المحلي من خلال التظليل وزيادة رطوبة الهواء، ويقوم النظام بمعالجة المياه العادمة وفضلات الطعام من المطبخ لانتاج الغاز الطبيعي لغايات الطهي.
وكان الإجراء المتبع من قبل نزل فينان البيئي قبل البدء بتنفيذ هذا المشروع فيما يخص مياه الصرف الصحي يتمثل في تجميع المياه العادمة في حفرة إمتصاصية غير مجهزة بالشكل الهندسي المطلوب، يتم نقلها لاحقاً بواسطة صهاريج بتكلفة نقل مرتفعة نظراً للطبيعة الجغرافية الصعبة للمنطقة.
من جانبه قال مدير عام شركة الفنادق البيئية نبيل ترزي إن نزل فينان ، المصنف كواحد من أفضل 25 نزل بيئي في العالم، يمتاز بموقع فريد جعل منه جوهرة في الصحراء، وأضاف أن النزل غير متصل بالشبكة الكهربائية و يولد كامل طاقته الكهربائية من خلال الألواح الضوئية الموضوعة على سقفه ويتم تخزين الطاقة في البطاريات.
كما يتم استخدام الأجهزة الكهربائية الضرورية فقط والمسجلة على أنها توفر في استهلاك الطاقة.
وأشار إلى أن النزل يستمد المياه من نبع محلي قرب وادي ضانا، ويستخدم الطاقة الشمسية لتسخين المياه، كما أن استخدام الورق والبلاستيك محدود في النزل، وهناك حرص على إعادة تدوير معظم النفايات، مع الحد من استخدام البلاستيك حيث تقدم المياه للضيوف بالفخارات المصنوعة محلياً كبديل للعبوات البلاستيكية.
بدوره قال مدير عام الجمعية العلمية الملكية السيد يحيى خالد بأن نزل فينان، يُعتبر أنموذجاً في السياحة البيئية، فضلاً عن كون المجتمع المحلي هو أساس ما يقوم عليه النزل، إذ إن التوظيف الحصري من سكان المجتمع المحلي، وعملية الحصول على المواد، والقيام بالنشاطات التي تحافظ على التقاليد المحلية، هي التي تجعل منه مكاناً مميزاً.
ويعتبر الأردن من أكثر الدول ندرة بالنسبة للمياه في العالم، وفي نفس الوقت يتم إستغلال الموارد المائية المحدودة بشكل مفرط، ويتفاقم عدم التوازن بين الإحتياجات المائية وتوفر المياه بسبب الإستخدام غير الكفء وغير المراقب للموارد فضلاً عن تدني جودة المياه، وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يتأثر الأردن مستقبلاً بالتغيرات المناخية بحسب ما تشير التقديرات المناخية إلى إنخفاض هطول الأمطار بشكل عام في الأردن لغاية 60 في المائة بحلول نهاية هذا القرن، كما تقدر نسبة السكان المخدومين حالياً بشبكات الصرف الصحي بحوالي 62% فقط من مجموع السكان في الأردن، وبالتالي، هناك إمكانية كبيرة للتوسع في خدمات معالجة المياه في المناطق غيرالمخدومة من خلال طرق الإدارة اللامركزية.