انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

إعادة انتاج خطاب السبعين !!

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/30 الساعة 00:58
حجم الخط

المحامي بشير المومني

لا تنفك بعض القوى المريضة في المجتمع عن إعادة اجترار الماضي ومحاولة إعادة إنتاج فقه الخراب «الثوري» الذي راج في ستينييات وسبعينيات القرن المنصرم لتوجيه بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني للداخل الأردني وتوظيف كل ما يمكن لتفكيك النسيج الوطني الاردني تحت شعار «تحرير فلسطين يمر عبر تحرير الاردن» في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة فيه الى التعاضد والتكاتف والتلاحم في مواجهة الاخطار الوجودية التي تتهدد الدولة الوطنية الاردنية والقضية المركزية للأمة ولا أدري لمصلحة من تحديدا يتم استحضار هذا الخطاب الرديء بكل مفرداته..

ثوريات فارغة وطعطعات حناجر وفقه سياسي سقيم ومراهقات تنظيمية ومزايدات «نضالية» تقودها شرذمة لا يقبل بها حتى اليسار الأردني تاريخها مأفون ومغموس بالعمالة حتى شحمة اذنيها لجهات لم تستطع ان تقدم لاوطانها سوى الدمار والخراب وأقبية الحديد والظلام وسفك الدم وتريد ان تستورد إلينا تلك القيم الممجوجة سقطت اخلاقيا ومعرفيا وفكريا وفلسفيا في بلدانها واخفقت في النهوض بأوطانها..

مع تصاعد قوة الحركة الوطنية الاردنية الشعبية ودفاعها الشرس عن الوطن الاردني التاريخ والهوية ودخول العشائر على خط الصراع اعادت تلك القوى المريضة تكتيك انتاج خطابها في تعاطيها مع الاردن فتوقفت عن استعمالات مثل «الكيان الوظيفي والدولة الوظيفية والدولة العازلة ونتاج سايكس بيكو» وطالعتنا بخطاب جديد يفصل النظام عن الدولة ومن ثم يتم اجترار خطاب التنظيمات الثورية في الستينيات والسبعينيات لكن هذه المرة تحت بند «النظام العميل والنظام الوظيفي والنظام الاستعماري والنظام التيوقراطي» كترجمة فعلية لما قاله بشار الاسد يوما «هنالك الاردن الدولة والاردن النظام»..

باختصار نقول ان الأردن ليس سوريا وإذا كان هنالك شيء اسمه سوريا الدولة وسوريا النظام فإن الأردن يعني الدولة والشعب التي يتكون منهما النظام فحالتنا دستورية مؤسسية تعددية شعبية متناغمة منسجمة مع نفسها لا تحكمها عصابات أمنية وعسكرية بل الدستور والقانون ومؤسسات الدولة وهي دائما قادرة على اعادة انتاج وتطوير نفسها ومجموع ذلك كله هو «النظام» ففي الاردن لا توجد لدينا اصنام للملك في شوارعنا يعبدها الشعب من دون االله وتقرب لها قرابين البشر على مذبح النضال الثوري..

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/30 الساعة 00:58