انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن دوليات جامعات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات الموقف شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عربيات.. رحيل صوت الاعتدال

مدار الساعة,مقالات مختارة,وزارة التربية والتعليم,حزب جبهة العمل الإسلامي,مجلس النواب
مدار الساعة ـ
حجم الخط

عناد السالم

فقد الأردن أمس قامة وطنية، ورمزا إسلاميا وسطيا، وصوت اعتدال وحكمة، مرفوع الرأس إلى السماء، وهو يؤدي صلاة الجمعة في مسجد بجوار منزله في عمان، ارتقى «عبد اللطيف عربيات» بعد حياة حافلة بالعطاء التربوي والسياسي والفكري.

ولد الراحل في مدينة السلط عام 1933 ،ومنذ نعومة أظفاره، بدأ رحلة العلم، فغادر إلى العراق ليحصل على بكالوريس في الهندسة الزراعية من جامعة بغداد، ثم حط رحاله في الولايات المتحدة الأميركية ليحصل على درجتي الماجستير الزراعي والدكتوراة في التعليم المهني.

من يكتب نصا ينعى فيه الفقيد (البلقاوي) لا يستطيع إلا أن يسترجع تاريخ هامة وطنية، وينحني احتراما لفكر نير منبثق من جبال البلقاء، مصقول في جبال عمان، تاريخ مر بمراحل اقتراب وابتعاد على عدة مسارات قيادية وسياسية.

مهنيا، بدأ الراحل حياته في وزارة التربية والتعليم، ليقدم أنموذجا راقيا في الفكر التربوي والتعليم الرصين، فاختار أن يكون حليما على أن يكون فض القلب (غليظا)، وأن يشرب الماء على ثلاث دفعات لا أن يغرف دون سبب، بحكم المكانة.

عربيات، المنشغل دائما بقضايا وطنه وأمته العربية الإسلامية، وجد نفسه مع جماعة «الإخوان المسلمين»، فبدأ حياته السياسية الطويلة معهم بين شد وجذب، ليقود حزب جبهة العمل الإسلامي في بداية الألفية الجديدة، بفكر «حمائمي» وسطي، بعيدا كل البعد عن التشدد والتعصب وإلغاء الآخر، سعيا للتطابق النهائي بينه وبين الوطن، ليكون لبنة في مشروع (دولة الجميع، مجتمع الفكر الوسطي).

البلقاوي كان من طراز رجال الدولة، الذين يؤمنون بالمشاركة في البناء والإنجاز فأصبح عضواً في مجلس النواب، ليترأسه بعد ذلك في بداية تسعينيات القرن الماضي، لإيمانه بأن «البوتقة الواحدة» تبني ولا تهدم، فالوطن كان فيه صيرورة مستمرَّة وتحوُّل دائم للأفضل، لا فكر متكلس متجمد عند حدود اليمين أو اليسار، وصولا في نهاية المطاف إلى فكرة مفادها (حين تزول الفوارق بين الأفكار، حين يصبح الكل في كتلة واحدة، تسمى الوطن، تظهر أجيال نريدها لأجل الرفعة).

نُعزّي أهلنا، ونعزّي أنفسنا، ونعزي أصحاب الفكر المعتدل، بالراحل الكبير عن أرض بني هاشم، ولا نقول إلا كما قال خير من وطئ الثرى: «إنا لفراقك لمحزونون»..

الرأي

مدار الساعة ـ